تكثر الأسئلة حول المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وتهديداته للإنسانية بـ “الفناء”. هل هناك مصداقية لهذا السيناريو الكارثي، الذي لا يزال يلوح في الأفق البعيد؟

كابوس مستوحى من عدد كبير من أفلام الخيال العلمي ، يبدأ الكابوس عندما يتفوق أداء الآلة على البشر ويخرج عن السيطرة.

وقال الباحث الكندي جوشوا بينجيو – أحد عرابي التعلم الآلي – في بيان صدر مؤخرًا: “من اللحظة التي نمتلك فيها آلات مصممة لتدوم ، سنواجه مشكلات”.

دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) قبل أشهر قليلة دول العالم إلى تنفيذ توصيتها بوقف تطوير هذه البرامج لمدة 6 أشهر، محذرة من مخاطر كبيرة على الإنسانية، ومشددة على ضرورة لتطوير الذكاء الاصطناعي “على أساس الأخلاق”.

اللحظة الحاسمة

وبحسب الفيلسوف السويدي نيك بوستروم، ستأتي اللحظة الحاسمة عندما تعرف الآلات كيف تصنع آلات أخرى بنفسها، مما يتسبب في “انفجار في الذكاء”.

ويرى بوستروم مؤلف كتاب “الذكاء الخارق” أن أدمغة الآلة إذا تفوقت على أدمغة الإنسان في الذكاء العام فإن هذا الذكاء الخارق الجديد يمكن أن يحل محل البشر باعتباره الشكل المهيمن للحياة على الأرض.

ووفق نظريته التي سميت “نظرية مشبك الورق”، يطرح بوستروم سيناريو افتراضيا يقول فيه إنه إذا جرى برمجة الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال لتطوير إنتاج مشبك الورق ومنح الموارد فقد يقوم بتحويل المواد الأخرى إلى مشابك ورقية على حساب القيم والأولويات الأخرى، فمثلا قد يستهلك كميات هائلة من المواد الخام والطاقة لتعزيز الإنتاج حتى لو أدى ذلك للإضرار بالإنسان والبيئة أو حتى إبادة البشر.

وتعد رؤية بوستروم بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي مؤثرة للغاية في الأوساط العلمية، وقد ألهمت كلا من رئيس شركتي “تسلا” و”سبيس إكس” الملياردير إيلون ماسك والفيزيائي ستيفن هوكينغ الذي توفي في عام 2018.