مغامرة النشر عربيا.. هل ينجو الكتاب الورقي أمام الإنترنت والقرصنة؟
تاريخ النشر: 20 أغسطس 2023 | الساعة: 01:18 مساءً
القسم: المشاهدات: 183 مشاهدة
يعاني الكتاب الورقي بشكل عام، والعربي بشكل خاص، صعوبات مادية ومنافسة التكنولوجيا، ومع ذلك يقول بعض الناشرين العرب إن كتبا تطبع مرات عديدة تصل إلى 20 مرة، في حين يشكك آخرون في الأرقام العالية لبيع الكتب، مشيرين لمحدودية صناعة النشر عربيا مقابل كثرة التحديات المصفوفة أمامها.
وفي حديث، يرى الناشر بدر السويطي -صاحب دار الدراويش للنشر في مدينة بلوفديف وسط بلغاريا- أن النشر الورقي أمامه تحديات عديدة، إذ إن المتغيرات التي حدثت في منطقتنا العربية غيرت كثيرا وأحدثت فوضى بعالم الكتاب، في ظل قلة المؤسسات الثقافية الرصينة والداعمة للمشهد الثقافي بالشرق الأوسط.
في المقابل، انتقد الناشر صفاء ذياب -صاحب دار شهريار للنشر في البصرة العراقية- توجه بعض الناشرين للبحث عن الربح السريع عبر الكتب التجارية مضمونة البيع، وخاصة الموجهة للشباب المنغمسين في ما يروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال ذياب إن عددا من دور النشر “تبحث عن روايات ذات عناوين فضفاضة، وتصدرها بأغلفة تثير الشباب الجديد، وليس القارئ الحقيقي”.
وعلى جانب آخر -يتابع ذياب- “هناك دور اتّجهت للكتب الجادة، خصوصا الفكرية والدراسات، وهي بهذا تخاطر مخاطرة كبيرة، لأنها لا تريد الربح السريع وتركز على أهمية ما تنتجه، وتخاطب فئات معينة مثل الباحثين والأكاديميين والقراء الذين يبحثون عن المعرفة الحقيقية”.
ويرى ذياب أن النشر في العموم مغامرة، “فأنت قادم إلى سوق فيه كارتلات (تكتلات احتكارية) من ناشرين ومؤسسات وجامعات ممولة بالكامل، فلا يهمها إن كان الكتاب يُباع أو لا، لأنها تفكّر بالأنشطة التي تقدّمها، وليس بالأرباح التي تعود لها”.
ويتفق معه الناشر فايز علام -صاحب دار سرد للنشر في دمشق- على أن النشر بكل أشكاله مغامرة، فتكاليفه مرتفعة جدا، ويزيد النشر الورقي من هذه التكاليف، لافتا إلى أن التكلفة ليست ثمن الورق والطبع فقط، ولكن أيضا التخزين ومصاريف الشحن من معارض الكتب وإليها.
أرقام الطبعات
واعتبر السويطي -وهو شاعر وروائي أيضا- أرقام الطبعات “نوعا من التسويق والترويج الرخيص للكتب لا أكثر، إذ لا توجد أدلة وبراهين ملموسة عليها”.
من جانبه، قال ذياب إن هناك كتبا تجاوزت بالفعل 10 طبعات، ولكن كثيرا من الكتب قد تسوق طبعات كبيرة منها عبر نسخ مزورة، وتحدث عن قيام بعض دور النشر العراقية في بيروت بتوفير كميات كبيرة من الطبعات المزورة وتسويقها في العراق.
وتحدث عن غش بعض الناشرين في ما يتعلق بعدد الطبعات المذكورة على أغلفة الكتب، وقال “في إحدى المرات، وجدت إحدى الروايات العراقية الحاصلة على جائزة عربية، وكان مكتوبا على غلافها (الطبعة الحادية عشرة)، غير أن بيانات الكتاب تكشف أن هذه الطبعة هي الثانية، واكتشفنا أن دار نشر تقوم بنشر 250 نسخة فقط في كل طبعة وتغير معلومات الغلاف في كل طبعة”.
اقرأ ايضاً