القائمة
تابعنا على
الآن
كمن يريد أن يمحو.. عندما يتسلل السرد إلى قصيدة يلحُّ عليها الاختزال
تاريخ النشر: 08 يوليو 2023 | الساعة: 12:46 مساءً القسم: المشاهدات:
417 مشاهدة

كتبتُ قصيدةً منذ قليل

 

ولأنني مقلٌّ وقصيرُ النَّفَس كما تعرفون

 

فقد كانت قصيدةً قصيرة”

 

بهذا المقطع الشعري الافتتاحي من قصيدة حملت عنوان الديوان “كمن يريد أن يمحو” الصادر حديثا عن دار راية- فلسطين، يشارك الشاعر السوري المقيم في ألمانيا حسين بن حمزة قارئه المسوّغ وراء الصبغة الأسلوبية (الجمل القصيرة، البساطة، الاختزال) التي تطبع القصائد في ديوانه الجديد.

 

فالشاعر “مقلّ وقصير النفس” ويحاول أن يعبّد ورقه بحبر لا يتجاوز في التعبير واقع حالته الشعورية في راهن الكتابة، ولقد قيل عنه -كما يخبرنا في القصيدة- إنه “مهووس بالمحو” ولذا فإن قصائده “نحيفة وقصيرة”، وإن هذه الثيمات الأسلوبية تمنح شعر بن حمزة جمالية خاصة جوهرها الصدق وغلبة البساطة على التكلّف في المفردات وأساليب التعبير.

 

في حين جاءت موضوعات القصائد متنوعة بتنوع التجارب الوجدانية والذاتية للشاعر، فنقرأ قصائد عن الشعر والقصيدة والكتابة وتجلياتها المختلفة، وعن الجار أو “الآخر” الألماني، وعن الحب والاغتراب والمرأة.

 

عن المحو والاختزال

 

يَأْلَفُ القارئ لقصائد حسين بن حمزة -الممتدة على مشروع شعري يضم 4 دواوين- أسلوب الشاعر الجامع بين بساطة معجمية، واختزال شكلي، وتعقيد شعري جواني تشكل فيه الذات منطلقا للرؤية والبوح.

 

وهو ما يمكن الوقوف عليه أيضا في ديوانه الجديد، كما لو أن بن حمزة يحاول التأكيد على قيمة الموضوع الشعري والحالة الوجدانية على حساب الاستفاضة القائمة على تعقيد الشكل وكثرة المفردات والصور الشعرية.

 

“لقد قيل عني ذات يوم

 

إنني مهووسٌ بالمحو

 

وإنني إن واصلتُ الكتابة هكذا

 

سأنتهي إلى العجز والصمت

 

وهذا ما حدث فعلا

 

فقد تابعتُ تنحيف هذه القصيدة

 

إلى أن صارت مضغوطة في جملة هزيلة وخافتة

 

جملة كان يمكنني في النهاية أن أتخلّى عنها هي أيضا

 

وأن تظلّ القصيدة التي أحدّثكم عنها

 

مجرّد فكرة ميتة في رأسي!”

مشاركة
اقرأ ايضاً
© 2024 Taraf Iraqi | جميع الحقوق محفوظة
Created by Divwall Solutions