القائمة
تابعنا على
الآن
“كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك”.. موسوعة النظام الإداري لدولة المماليك
تاريخ النشر: 19 أغسطس 2023 | الساعة: 12:01 مساءً القسم: المشاهدات:
187 مشاهدة

شهدت أواخر النصف الأول من القرن السابع الهجري تطورات خطيرة وسريعة على الساحة السياسية المصرية، من حملة لويس التاسع ملك فرنسا على دمياط، وموت الملك الصالح نجم الدين أيوب، وتولية ابنه توران شاه الملك، ثم قتله وتولية شجرة الدر، ثم موت الملك عز الدين أيبك، إيذانا بنهاية دولة بني أيوب في مصر وقيام دولة المماليك.

 

وبعد كسر شوكة التتار والصليبيين سنة 690 هـ على أيدي المماليك، دخلت بلاد الحجاز والنوبة وبرقة وغيرها تحت السيادة المملوكية لتصبح جميعها دولة واحدة.

 

هذه المساحة الشاسعة من الأراضي احتاجت إلى نظام إداري محكم للسيطرة عليها وحمايتها، والاستفادة من خيراتها، واحتاج هذا النظام إلى كتب عامة وخاصة تيسر فهم سير العمل فيه، فضلا عن الكتب الجغرافية التي تصف الممالك التابعة للسلطنة.

 

عصر الموسوعات

 

ومع مطلع القرن الثامن الهجري ظهر عدد من الكتب الموسوعية في الإدارة والسياسة مثل كتاب محمود بن سليمان الحلبي (توفي  725هـ ) “التوسل إلى صناعة الترسل”، وصنف ابن فضل الله العمري (توفي 749 هـ) “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار”، و”التعريف بالمصطلح الشريف” و”عٌرف التعريف”، ووضع ابن ناظر الجيش (توفي 786 هـ) كتاب “تثقيف التعريف بالمصطلح الشريف”، وألف شمس الدين السحماوي (توفي 868 هـ) كتاب “الثغر الباسم في صناعة الكاتب والكاتم”.

 

ونشطت حركة الكتابة والتأليف، فظهر عدد من الكتب في رسائل ديوان الإنشاء، والرسائل المتبادلة بين سلاطين المماليك وغيرهم من الملوك والأمراء، والمراسيم المتعلقة بالوظائف مثل كتاب “قهوة الإنشاء” لابن حجة الحموي (توفي 837 هـ) ومجموعة إنشاءات جمعها مؤلف مجهول، وهي مهمة جدا في دراسة العلاقات الخارجية المصرية زمن المماليك.

 

ومن الكتب الرائدة في هذا المجال كتاب “زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك” من تأليف الأمير غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري الحنفي (توفي 873 هـ/1468م) الذي صدر حديثا في جزأين من دراسة وتحقيق الدكتور محمد جمال حامد الشوربجي، عن سلسلة التراث الحضاري التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب.

 

ومؤلف الكتاب هو المؤرخ المصري خليل بن شاه (شاهين) المولود بالقدس، حيث كان أبوه أميرا مملوكيا ودرس الحديث بالقاهرة والتحق بالجيش وتولى نظارة الإسكندرية ونقل إلى وزارة القاهرة في عهد السلطان الأشرف برسباي المملوكي، وسافر أميرا للحج المصري وتولى نيابة الكرك وأتابكية صفد ونيابة ملاطيا وأتابكية حلب وإمرة دمشق، وتوفي في طرابلس وله قرابة 30 كتابا أبرزها “المواهب في اختلاف المذاهب” و”الكوكب المنير في أصول التعبير” و”الإشارات على علم العبارات”.

 

ويحوي جزء الكتاب الأول مجموعة فصول عن سيرة المؤلف ابن شاهين، ومؤلفاته وشعره، والتعريف بأهمية كتاب “زبدة كشف الممالك” أما الكتاب الثاني فهو حافل بكل ما يتعلق بالمؤسسات المديرة للدولة (الدواوين) مثل ديوان الدولة، وديوان الإنشاء الشريف، وديوان الجيش.. إلخ، أسماء ومسميات رؤساء هذه الدواوين، والتوصيف الإداري لهم، ويتوافق ذلك إلى حد كبير مع معطيات علم الإدارة الحديث.

مشاركة
اقرأ ايضاً
© 2024 Taraf Iraqi | جميع الحقوق محفوظة
Created by Divwall Solutions