شهدت سوق العملات المشفّرة العالمية خسائر غير مسبوقة بلغت 18.28 مليار دولار، عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي هدّد فيها بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، ما أثار حالة ذعر بين المستثمرين ودفع إلى موجة بيع ضخمة في الأصول الرقمية.

ووفقاً لبيانات منصة CoinGlass للتحليل المالي، تمّت تصفية مراكز استثمارية بمليارات الدولارات خلال ساعات قليلة، في أكبر عملية تصفية تشهدها سوق الكريبتو منذ تأسيسها. وتصدّرت بيتكوين وإيثريوم وسولانا قائمة العملات الأكثر تضرراً.

فقدت بيتكوين نحو 10% من قيمتها خلال خمسة أيام، لتتداول عند 111,616 دولاراً بعد أن هبطت مؤقتاً إلى 103,000 دولار. أما إيثريوم، فانخفضت بنسبة 14.2% إلى 3,742 دولاراً، فيما تراجعت سولانا بنحو 20% لتصل إلى 178 دولاراً.

وقالت “كوين غلاس” إن ما حدث يمثل أكبر حدث تصفية في تاريخ العملات المشفّرة، حيث تمّ خلال 24 ساعة فقط إغلاق مراكز بقيمة 5 مليارات دولار في بيتكوين و4 مليارات في إيثريوم و2 مليار في سولانا.

وتزامن هذا الانهيار مع تراجع مؤشري ناسداك وستاندرد آند بورز 500 لأدنى مستوياتهما منذ ستة أشهر، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، بعد فرض الصين قيوداً على صادرات المعادن النادرة الحيوية لصناعات التكنولوجيا والطاقة.

يأتي ذلك بعد أشهر من المكاسب القياسية للعملات الرقمية منذ تولي ترامب الرئاسة، حيث تبنّى الرئيس الأميركي موقفاً داعماً للقطاع، وسمح بإدراج الأصول الرقمية ضمن خطط التقاعد 401k، وأطلق عملته الرقمية الخاصة، مما رفع بيتكوين مؤخراً إلى 124 ألف دولار قبل أن تفقد جزءاً كبيراً من مكاسبها الحالية.

ويرى محللون أن التهديدات التجارية الجديدة قد تفتح فصلاً جديداً من التقلبات الحادة في الأسواق العالمية، مع احتمال استمرار الضغوط على الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفّرة، التي ترتبط عادة بالعوامل الجيوسياسية والسياسات الاقتصادية الأميركية.