عدو الحداثة وصديق أمبرتو إيكو.. رحيل الفيلسوف الإيطالي جياني فاتيمو
تاريخ النشر: 21 سبتمبر 2023 | الساعة: 12:54 مساءً
القسم: المشاهدات: 479 مشاهدة
رحل عن عالمنا مساء أول أمس الثلاثاء الفيلسوف والسياسي الإيطالي جياني فاتيمو عن عمر يناهز 87 عاما بعدما نقل إلى المستشفى خلال الأيام الماضية نتيجة لسوء حالته الصحية.
ويعد الأكاديمي الراحل من أشهر الفلاسفة الإيطاليين ومن أكبر دعاة “الفلسفة التأويلية” على المستوى العالمي، والتي تشير إلى تطور دراسة نظريات تفسير وفن دراسة وفهم النصوص في فقه اللغة والنقد الأدبي، وقد ترجمت كتابات فاتيمو إلى عدد كبير من اللغات، بينها العربية التي ترجم إليها كتابه “نهاية الحداثة”.
فاتيمو أكد في كتاباته على تاريخية ومحدودية الحالة الإنسانية ومركزية اللغة والتفسير، ليس فقط في فهم العمل الفني، لكن في كل أشكال الخبرة الأخرى.
فلسطين في الفكر والسياسة
نشط صاحب كتاب “مغامرة الاختلاف.. الفلسفة بعد نيتشه وهايدجر” في أحزاب يسارية إيطالية، وانتخب عضوا بالبرلمان الأوروبي في عام 1999 ثم لولاية أخرى عام 2009، وعرف بمواقفه الناقدة بشدة لإسرائيل والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.
وكان أحد الموقعين على عريضة نشرت يوم 28 فبراير/شباط 2009، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى إزالة حماس من قائمة المنظمات الإرهابية، ومنحها الاعتراف الكامل كصوت مشروع للشعب الفلسطيني.
وفي 22 يوليو/تموز 2014 وردا على الحرب الإسرائيلية على غزة قال إنه يجب “الرد على أولئك الصهاينة، لو كان الأمر بيدي لدعوت إلى اكتتاب عالمي لشراء أسلحة للفلسطينيين لوقف الإسرائيليين الذين يقومون بذبح جماعي لهم”.
وفي العام 2013 حرر فاتيمو كتاب “تفكيك الصهيونية.. نقد الميتافيزيقا السياسية” الصادر عن دار بلومزبري البريطانية للنشر، ضمن سلسلة النظرية السياسية والفلسفة المعاصرة، مقدما نقدا سياسيا وفلسفيا للصهيونية.
ويعتبر الكتاب أنه في حين تكيفت القوميات الأخرى مع حقائق القرن الـ21 والمفاهيم المتغيرة للدولة والأمة ظلت الصهيونية إلى حد كبير مقيدة بعقلية القرن الـ19، بما في ذلك تمجيد الدولة باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن روح الشعب.
وشارك في الكتاب مفكرون عالميون بارزون، بمن في ذلك الفيلسوف السلوفيني الشهير سلافوي جيجيك، ولوس إيريغاري، وجوديث بتلر، وآخرون، مفككين الأساطير السياسية “الميتافيزيقية” التي تشكل إطار وجود إسرائيل.
ويقدم الكتاب نقدا متعدد الأوجه للأسس اللاهوتية والسياسية للمشروع الصهيوني والنتائج الاقتصادية والجيوسياسية والثقافية لهذه الأسس، ويعد مساهمة كبيرة في المناقشات المحيطة اليوم.
اقرأ ايضاً