كشفت دراسة أمريكية حديثة عن وجود ارتباط محتمل بين إصابة النساء بفيروس كورونا أثناء الحمل وزيادة خطر الإصابة بـالتوحد واضطرابات النمو العصبي لدى أطفالهن، مما يفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث حول التأثيرات طويلة المدى للفيروس على الأجيال الجديدة.

وشمل البحث، الذي أُجري في ولاية ماساتشوستس، تحليل بيانات أكثر من 18 ألف حالة ولادة بين 1 آذار 2020 و31 أيار 2021، حيث تم تحديد 861 امرأة أصبن بكوفيد-19 أثناء الحمل.

وأظهرت النتائج أن نسبة الأطفال الذين تم تشخيصهم بالتوحد أو اضطرابات النمو العصبي بحلول سن الثالثة بلغت 16.3% لدى الأطفال المولودين لأمهات مصابات، مقارنة بـ 9.7% فقط بين أولئك الذين لم تُصب أمهاتهم بالفيروس.

كما بيّنت الدراسة أن الاحتمال يكون أعلى عند الإصابة في الثلث الثالث من الحمل، خصوصاً بين الأطفال الذكور، وهو ما يشير إلى دور محتمل للتغيرات المناعية أو الالتهابية في تلك المرحلة من الحمل.

ورغم ذلك، أكد الباحثون أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة بين الإصابة بكوفيد-19 والتوحد، بل تشير فقط إلى وجود ارتباط إحصائي يحتاج إلى متابعة طويلة الأمد.

وقالت الدكتورة أندريا إيدلو، الأستاذة المساعدة في الطب النسائي بكلية هارفارد الطبية، إن النتائج “يجب ألا تُثير القلق المفرط بين النساء الحوامل”، مشددة على أن “الدراسة تُبرز أهمية المراقبة الطبية المستمرة للأطفال المولودين لأمهات أُصبن بالفيروس”.

ويأمل العلماء أن تساهم هذه النتائج في تعزيز برامج الوقاية والرعاية الصحية للأمهات، ودعم الأبحاث حول تأثير العدوى الفيروسية على النمو العصبي لدى الأطفال.