خطوات للوقاية من السكتات الدماغية
تاريخ النشر: 02 نوفمبر 2023 | الساعة: 06:58 صباحًا
القسم: المشاهدات: 367 مشاهدة
السكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة تحدث عندما يتوقف إمداد جزء من الدماغ بالتروية الدموية، أو ينخفض بشكل كبير، مما يؤدي إلى انقطاع إمداداته من الأكسجين والمواد المغذية، وفي دقائق تبدأ خلايا الدماغ تموت. ولأن خلايا الدماغ لا تتجدد فإن هذا قد يؤدي إلى ضرر دائم في المخ.
وهناك نصائح تساعد في تقليل خطر السكتة الدماغية، إذ يمكن من خلال تغيير أسلوب الحياة تقليل احتمالات الإصابة بها.
وتقول المنظمة العالمية للسكتة الدماغية إن السكتات الدماغية هي السبب الرئيسي للإعاقات في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن أكثر من 12 مليون شخص سنويا في جميع أنحاء العالم يصابون بسكتة دماغية.
وتؤكد المنظمة أنه يمكن الوقاية من نحو 90% من السكتات الدماغية من خلال معالجة عدد صغير من عوامل الخطر المسؤولة عن معظم حالات الإصابة بها.
وفي هذا التقرير يقدم الدكتور أندرو روسمان، المدير الطبي لمركز كليفلاند كلينك الشامل للسكتات الدماغية في الولايات المتحدة، عددا من النصائح حول كيفية تقليل مخاطر السكتة الدماغية من خلال الإدارة الجيدة للحالات الصحية التي يعاني منها الأفراد -مثل السكري- وإجراء تغييرات في أسلوب الحياة.
وقال روسمان: “إن جميع هذه النصائح مترابطة ببعضها البعض، إذ إن معظم التغييرات المذكورة في أسلوب الحياة تؤدي دورا ملموسا في تحسين إدارة حالات طبية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وداء السكري، التي تسهم جميعها في زيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية”.
1- خفض ضغط الدم
نبدأ مع ضغط الدم، حيث أشار الدكتور روسمان إلى أن ارتفاع ضغط الدم غير المعالج، الذي يعرف بأنه ضغط الدم الذي يزيد دائما على 80/130، يعد أهم عوامل الخطر القابلة للعلاج حول العالم، وذلك عندما يتعلق الأمر بالسكتات الدماغية.
وأوضح الدكتور روسمان أنه إلى جانب تناول الأدوية المناسبة، هناك عدد من الخطوات التي يمكن اتخاذها لخفض ضغط الدم مثل التقليل من تناول الملح، الأمر الذي يعتبره الدكتور روسمان جيدا حتى بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وأضاف روسمان: “إننا ننصح بتناول أقل من غرامين من الملح يوميا، وإنني أنصح مرضاي دائما بضرورة قراءة ملصق الحقائق الغذائية وتصفح المواقع الإلكترونية الموثوقة والمعنية بالغذاء، وذلك لمعرفة كمية الصوديوم التي يتناولونها والتي عادة ما تكون أعلى بكثير مما يعتقدون”.
2- توخي الحذر من داء السكري
أكد الدكتور روسمان أهمية إجراء اختبارات السكري، وفي حال تشخيص الإصابة به يجب إدارة المرض بصورة جيدة، مبيّنا أن داء السكري يتسبب في تضيق الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في الجسم، ومنها الأوعية الدموية في العين والكلى والقلب والدماغ.
ونتيجة لذلك يمكن أن يتسبب داء السكري في عدد من المشاكل القلبية والسكتات الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، وبالنسبة للمرضى الذين نجوا من سكتة دماغية، فإن احتمال الإصابة بسكتة دماغية ثانية يكون أكبر 3 مرات لدى الأشخاص المصابين بداء السكري غير المعالج.
وأشار الدكتور روسمان إلى أن خطة العلاج الأفراد المصابين بداء السكري تشمل إجراء فحوصات الهيموغلوبين السكري (HbA1C) -السكر التراكمي- الذي يقدم لمحة عن مستويات سكر الدم خلال الأشهر الثلاثة السابقة لإجراء التحليل.
وتابع: ”إننا ننصح هؤلاء المرضى بالحرص على إبقاء مستويات الهيموغلوبين السكري عند عتبة 7.0 أو أقل. كما أن تناول الأدوية ومراقبة النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نصائح مزود الرعاية الصحية تساعد في تحقيق هذا الهدف”.
3- معالجة الرجفان الأذيني
أشارت المنظمة العالمية للسكتة الدماغية إلى أن الرجفان الأذيني يرتبط بحالة من أصل 4 حالات سكتة دماغية. من جانبه، أوضح الدكتور روسمان أن هذه السكتات تميل أن تكون أكثر خطورة وتسببا في الإعاقة مقارنة بالسكتات المرتبطة بعوامل الخطر الأخرى.
وقال: “يعد الرجفان الأذيني حالة مرتبطة بإيقاع ضربات القلب تشهد نبضات سريعة جدا لا تسمح للحجرة العُلوية اليسرى للقلب -الأذين الأيسر- بالتقلص بشكل صحيح. وعوضا عن ذلك، يبدأ الأذين الأيسر بالرجفان والرفرفة، مما يؤدي إلى عدم إفراغ الدم منه بصورة طبيعية، وقد يؤدي ركود الدم لفترة طويلة إلى تشكل جلطات يمكن أن تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم لتتسبب بانسداد وعاء دموي في الدماغ، مما يؤدي إلى حرمانه من الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية، التي يحتاجها”.
وقال الدكتور روسمان إن الرجفان الأذيني يعد من أكثر اضطرابات إيقاع ضربات القلب شيوعا لدى المتقدمين بالسن، وإن عامل الخطر المرتبط به وثيق الصلة بالعمر.
وتابع: “كلما تقدم الإنسان بالعمر زادت مخاطر الإصابة بالرجفان الأذيني، الأمر الذي يزيد كذلك من عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بسكتة دماغية. إن أكثر من نصف الأشخاص المصابين باضطرابات إيقاع ضربات القلب لا يعلمون بإصابتهم، إلا أنه يمكن معالجة الرجفان الأذيني عند تشخيصه، وذلك باستخدام مميعات الدم، التي رغم بعض المخاطر المرتبطة بها، فإن منافعها تفوق تلك المخاطر بكثير في معظم المرضى”.
4- ضبط مستويات الكوليسترول
بالإضافة إلى خفض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو الكوليسترول الضار كما هو معروف، وذلك عبر نظام غذائي جيد لا يشمل الدهون المشبعة على سبيل المثال، فقد يقوم الأطباء بوصف أدوية الستاتين، التي تقلل من المخاطر المستقبلية للإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
وقال الدكتور روسمان إن هذا النوع من الأدوية وخصوصا روزوفاستاتين وأتورفاستاتين قد تحقق فوائد للمرضى تتجاوز مجرد خفض مستويات الكوليسترول، إذ إنها تسهم في تقليل الاحتقان واستقرار تراكم الرواسب الدهنية (اللوائح) على جدران الأوعية الدموية.
اقرأ ايضاً