شهدت العاصمة بغداد خلال اليومين الماضيين حالة من الارتباك المروري بعد تعطّل خدمات تطبيقات الملاحة الشهيرة مثل “ويز” و“غوغل ماب”، ما انعكس بشكل مباشر على أعمال سائقي سيارات الأجرة وخدمات التوصيل (الديليفري).

وغزت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق موجة من الشكاوى والتساؤلات حول الخلل المفاجئ في تطبيقات تحديد المواقع، إذ اشتكى عدد كبير من السائقين، خصوصاً العاملين في تطبيقات مثل “بلي”، من أن مؤشر المواقع أصبح مضللاً — فمن يتواجد في الكرادة يظهر موقعه في شارع الرشيد أو مناطق أخرى بعيدة تماماً.

وقال سائقو تكسي إنهم اضطروا إلى إلغاء عشرات الرحلات والطلبات اليومية بسبب فقدان الدقة في تحديد مواقع الزبائن، مما تسبب بخسائر مالية كبيرة وتعطيل شبه تام لحركة التنقل داخل العاصمة.

وبحسب مختصين، فإن سبب الخلل يعود إلى قرار أمني مؤقت بتعطيل إشارات GPS من قبل السلطات الأمنية العراقية، في إطار إجراءات الحماية الخاصة بفترة الانتخابات التشريعية المقبلة، حيث تهدف هذه الخطوة إلى منع حركة الطائرات المسيّرة وتأمين الأجواء الانتخابية.

وأكدت قيادة العمليات المشتركة أن هذا الإجراء سيستمر حتى انتهاء الانتخابات في 11 تشرين الثاني المقبل، أي لما يقارب الأسبوعين، ما يعني استمرار معاناة السائقين والمواطنين الذين يعتمدون على الخرائط الإلكترونية في تنقلاتهم اليومية.

ويشير مختصون إلى أن مناطق مثل المنطقة الخضراء وساحة النسور التي تضم مقرات أمنية حساسة تشهد أعلى مستويات التشويش، مما يجعل التطبيقات “تائهة” وغير قادرة على تحديد المواقع بدقة.

وتسببت هذه الإجراءات بحالة من الاستياء الشعبي بين سائقي التكسي والعاملين في خدمات التوصيل الذين وصفوا التعطيل بأنه “ضربة لأرزاقهم”، مطالبين الجهات المعنية بإيجاد حلول بديلة لتخفيف الأثر الاقتصادي.