تحتفي العاصمة اللبنانية بيروت بتاريخ الفن العربي وأيقوناته عبر معرض فريد من نوعه بعنوان “ديفا.. من أم كلثوم إلى داليدا”، يستضيفه متحف سرسق حتى 11 كانون الثاني/يناير 2026، بعد جولة ناجحة في باريس وأمستردام وعمّان.

المعرض، الذي ينظمه معهد العالم العربي في باريس، يسلط الضوء على مسيرة أكثر من قرن من الإبداع النسائي العربي في الغناء والتمثيل والاستعراض، من خلال تجربة بصرية وسمعية متعددة الوسائط تحتفي برمز “الديفا” كرمز للأنوثة والقوة والجرأة الفنية.

ويستحضر المعرض وجوهاً خالدة في الذاكرة العربية مثل أم كلثوم، أسمهان، منيرة المهدية، فيروز، صباح، داليدا، وردة، سامية جمال، سعاد حسني، ماجدة الرومي وغيرهن ممن رسّخن صورة المرأة المبدعة في الوجدان الجمعي العربي.

وتُعرض في أروقة المتحف فساتين نادرة ومقتنيات شخصية لعدد من النجمات، إلى جانب مقاطع مصورة وصوتية تعيد الزائر إلى حفلات ومهرجانات خالدة مثل مهرجانات بعلبك الدولية، حيث تُعرض فساتين فيروز من مسرحيتي “قصيدة حب” (1973) و “أيام فخر الدين” (1966) من تصميم جان بيير ديليفر ومارسيل ربيز وسامية صعب.

كما تضم المعروضات فيديوهات نادرة لجولات فيروز في أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة، وصورًا عائلية ومسرحية من أرشيف المخرج الراحل صبري الشريف.

وفي جناح الفنانة صباح، تُعرض مجموعة من تصميمات وليم خوري الذي رافقها في أكثر من 400 فستان، شكّلت بصمة في تاريخ الأناقة اللبنانية.

وقالت كارينا الحلو، مديرة متحف سرسق:

“بعد كل ما مر به لبنان، نحن بحاجة إلى الاحتفال بالحياة والفن والنور. هذا المعرض هو نبض حقبة من الجمال والإبداع ستبقى محفورة في الذاكرة.”

من جانبها، أكدت إيلودي بوفار، مسؤولة المعارض في معهد العالم العربي، أن “بيروت كانت محطة طبيعية لاحتضان هذا المعرض بعد باريس وأمستردام وعمان، كونها عاصمة الثقافة والفن العربي”.

ويهدف المعرض إلى تكريم الإرث الفني النسائي العربي، وإبراز الدور الريادي للنجمات في الدفاع عن القومية العربية والنهضة الثقافية والاجتماعية، كما يعيد قراءة صورة “الديفا” بوصفها رمزًا للتحرر والإبداع النسوي في مواجهة الأنظمة الأبوية.