ويظهر في الفيديو كيف أن التلاسن بينهما تطور لعراك وسباب، إلى أن قام الضابط وهو برتبة مقدم بتقييد السيدة وهي ضابطة برتبة ملازم أول وفق وسائل الإعلام المحلية.

 

الحادثة أثارت جدلا واسعا في الشارع العراقي، بين متعاطف مع السيدة وآخر مع الضابط، حيث استنكر كثيرون من رواد الشبكات الاجتماعية سلوك الضابط الذي كان عليه وفقهم عدم الانفعال ومد يده على السيدة ودفع باب سيارتها بقوة ما أصاب ساقيها.

 

فيما أعتبر آخرون أن تصرف السيدة أيضا لم يكن لائقا، وأن تماديها على الضابط الذي هو أرفع درجة منها وفق التراتبية العسكرية والأمنية، هو بحد ذاته تصرف غير مقبول مهنيا.

 

مدير دائرة العلاقات والإعلام في الداخلية ورئيس خلية الإعلام الأمني اللواء سعد معن، أكد في تصريحات  نشرها على صفحاته، أنه تمت معالجة الموقف وفق السياقات القانونية، وأنه لا يجوز لضابط حتى ولو كان معه الحق التصرف بهذا الشكل وهو يرتدي زيه العسكري ، منتقدا في الوقت نفسه رد فعل السيدة وهي كذلك منتسبة لوزارة الداخلية.

 

تقول الباحثة الاجتماعية نوال الإبراهيم:

 

لا شك أنه مشهد مؤسف أن يتعارك منتسبان أمنيان في وسط الشارع، ويتبادلان الإهانات والضرب، وما يزيد الأمر خطورة هو أن تصرفهما يخل بقواعد الانضباط العسكري والسلوكي المؤطرة لمهنتهما، ويشجع آخرين على اللجوء للصراخ والعنف عند معالجة حالة مماثلة لحادث مروري ما.

 

رغم ذلك فلا شك أن الظروف المحيطة بمثل هذه الحوادث المرورية من توتر وانفعال، تؤثر أحيانا على سلوك وردود فعل المعنيين بها، خاصة في ظل تفاقم ظاهرة الاختناقات المرورية وازدحام الطرق والشوارع بفعل النمو السكاني الواسع في كبريات المدن، وكثرة المركبات، وهو ما يتسبب بطبيعة الحال في زيادة عدد الاصطدامات والحوادث المرورية.

 

ويبقى المهم عند الوقوع في هكذا مواقف، تحكيم العقل والحفاظ على التوازن النفسي والسلوكي، وعدم الانجرار وراء الاستفزاز أو المبادرة به، واحترام القانون وقواعده الخاصة بالسير وتنظيم حركة المرور، وذلك عبر التعاون مع رجال المرور والأمن عامة عند معاينتهم لمكان الحادثة وأداء واجبهم في التحقيق لكشف ملابساتها وبيان حقيقة ما حصل، ففي النهاية جميعنا معرضون لهكذا حوادث مرورية.