الأسباب الجيولوجية والتكتونية:
يقع العراق على الصفيحة العربية التي تتصادم مع الصفائح التكتونية المجاورة، مثل الصفيحة الإيرانية والتركية.
هذا التصادم يؤدي إلى تراكم الضغوط في القشرة الأرضية، مما يسبب تحرك الفوالق الأرضية وإطلاق الطاقة على شكل هزات أرضية.
وتتركز هذه الهزات بشكل رئيسي في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من البلاد، خاصة في محافظات مثل السليمانية وديالى.
زيادة النشاط الزلزالي بعد عام 2017
وأشار مدير قسم الرصد الزلزالي علي عبد الخالق، إلى أن “منطقة مثلث حلبجة، كلار، وخانقين أصبحت نشطة زلزالياً بعد هزة أرضية قوية ضربت حلبجة في عام 2017”.
وأضاف “هذه الهزة تسببت في تحرك الفوالق الأرضية، مما أدى إلى زيادة النشاط الزلزالي في تلك المنطقة”.
وذكر ان “المرصد الزلزالي العراقي يسجل يومياً ما بين هزة إلى سبع هزات، تتراوح قوتها بين درجة إلى درجتين على مقياس ريختر، بالإضافة إلى هزة أسبوعية بقوة تقارب ثلاث درجات”، لافتا الى ان “معظم هذه الهزات غير محسوسة ولا تسبب أضراراً مادية”.
دور الفوالق السطحية
وفي كانون الاول 2024، أوضحت وزارة النقل العراقية أن “الهزات الأرضية المسجلة في منطقة شمالي محافظة صلاح الدين ناتجة عن وجود فوالق سطحية نشطة منذ ملايين السنين”، لافتة الى ان “هذه الفوالق تحرر الطاقة المخزونة نتيجة الضغوط التكتونية الناجمة عن تصادم الصفيحتين العربية والإيرانية”.
وأكدت ان “هذا النشاط يعتبر طبيعياً في المناطق ذات التكوين الجيولوجي المشابه”.
التغيرات المناخية وتأثيرها
وبحسب الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، فأن “التغيرات المناخية لا تؤثر بشكل مباشر على حدوث الزلازل والهزات الأرضية، حيث إنها ظواهر ناتجة عن حركة الصفائح التكتونية داخل القشرة الأرضية”.
وبينت “مع ذلك، فإن بعض الهزات في العراق تكون ارتدادية نتيجة زلازل تحدث في دول مجاورة مثل إيران وتركيا”.
التوعية والإجراءات الوقائية
وعلى الرغم من عدم إمكانية التنبؤ الدقيق بموعد ومكان حدوث الزلازل، إلا أن فهم الطبيعة الجيولوجية للمنطقة يساعد في اتخاذ تدابير وقائية للحد من تأثيراتها.
ويُنصح بتطبيق معايير البناء المقاومة للزلازل في المناطق النشطة زلزالياً، وتوعية السكان بكيفية التصرف أثناء وبعد حدوث الهزات الأرضية.
وتعود زيادة الهزات الأرضية في العراق إلى العوامل الجيولوجية والتكتونية المرتبطة بتصادم الصفائح الأرضية وتحرك الفوالق النشطة.
وهذا النشاط طبيعي في منطقة ذات تركيبة جيولوجية معقدة مثل العراق.
ومن المهم تعزيز الوعي العام واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة للتقليل من مخاطر وتأثيرات هذه الظواهر الطبيعية.