القائمة
تابعنا على
الآن
“أميركية في الشماعية”… علي جاسم السواد يعيد قراءة وجع العراقيين من بوابة الجنون
تاريخ النشر: 19 ديسمبر 2025 | الساعة: 03:16 مساءً القسم: المشاهدات:
13 مشاهدة
“أميركية في الشماعية”… علي جاسم السواد يعيد قراءة وجع العراقيين من بوابة الجنون

في أجواء ثقافية لافتة، وقّع الكاتب والصحفي علي جاسم السواد روايته الجديدة «أميركية في الشماعية»، الصادرة عن دار سطور، ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، وسط حضور واسع من مثقفين وقرّاء ومهتمين بالشأن الأدبي.

 

وتحوّل حفل التوقيع إلى مساحة حوار مفتوح حول الرواية وما تحمله من أسئلة إنسانية وفكرية تتصل بتاريخ المجتمع العراقي وتحولاته القاسية، حيث أوضح السواد أن عمله الروائي يسعى إلى قراءة تلك التحولات من زاوية غير تقليدية، عبر عالم نزلاء مستشفى الرشاد التعليمي للأمراض النفسية (الشماعية).

 

وتدور أحداث الرواية حول فتاة ذات أصول أميركية أمها عراقية وأبوها أميركي نشأت على الحكايات والأساطير التي روتها لها والدتها في طفولتها، من «ألف ليلة وليلة» إلى «كلكامش». وبعد وفاة الأم والفتاة في سن مبكرة، تكبر الابنة وتدرس علم النفس، لتعمل لاحقاً في معالجة الجنود الأميركيين العائدين من العراق، قبل أن تدخل في صراع فكري عميق حول حقيقة ما سمعته من روايات أمها وما ينقله الجنود من تجارب قاسية.

 

هذا الصراع يدفعها إلى السفر إلى العراق، حيث تختار دراسة حالة مريض نفسي عراقي، لتكون بوابتها لفهم «الحكاية العراقية» من الداخل، ويتحول مستشفى الرشاد إلى فضاء سردي مركزي يكشف تناقضات الألم والذاكرة والإنسان.

 

ويؤكد السواد من خلال الرواية أن المجتمع العراقي ليس مجتمعاً مجنوناً بطبيعته، بل مجتمع متوازن أُنهكته الظروف القاسية والحروب والديكتاتورية، مشيراً إلى ما يسميه «الجنون النبيل» الذي يميّز سلوك الفرد العراقي، حيث تتجاور القسوة والرحمة، والخصومة والمساعدة، في صورة إنسانية فريدة.

 

وأشار الكاتب إلى أن العمل استغرق نحو عشر سنوات من الكتابة، بسبب حساسية موضوعه وما يتصل بصورة العراقي في المخيال العام، مؤكداً أن جميع شخصيات الرواية متخيّلة ولا تمثل أشخاصاً حقيقيين.

 

وعن لحظة التوقيع، وصف السواد شعوره بأنها تشبه لحظات ما قبل الزواج، ممتزجة بالقلق والفرح، لافتاً إلى أن حضور والدته الحفل شكّل ذروة عاطفية خاصة، في وقت غاب فيه والده الذي توفي قبل أن يشهد هذه اللحظة، معتبراً الرواية ثمرة سنوات طويلة من الانتظار والعمل.

 

من جهتهم، أشاد أدباء ونقاد بطابع الرواية الإنساني ولغتها السلسة، مؤكدين أنها عمل قابل لإعادة القراءة، لما يحمله من عمق دلالي وبساطة تصل إلى مختلف شرائح المجتمع، وتجعل القارئ شريكاً في الألم والحكاية.

مشاركة
الكلمات الدلالية:
#أميركية_في_الشماعية #علي_جاسم_السواد #الرواية_العراقية #الأدب_العراقي #معرض_العراق_الدولي_للكتاب #دار_سطور #ذاكرة_العراقيين #الألم_والحكاية #ثقافة #فن_وثقافة
اقرأ ايضاً
© 2025 Taraf Iraqi | جميع الحقوق محفوظة
Created by Divwall Solutions