أعلنت الهيئة العامة للآثار والتراث أن المتحف العراقي سيعود لافتتاح أبوابه مطلع العام المقبل، بعد وصول مشروع إعادة تأهيله وتطويره إلى أكثر من 90% من مراحل الإنجاز، ضمن جهود واسعة لتعزيز القطاع السياحي وإحياء الموروث الحضاري للبلاد.

وأوضح مدير عام دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار في الهيئة، محمد البياتي، أن عملية التأهيل تمثل خطوة جوهرية لاستعادة أحد أهم رموز الهوية الوطنية، مؤكداً أن حضارة العراق ليست إرثاً محلياً وحسب، بل جزء أساسي من تاريخ الإنسانية، وأن المشروع يأتي كرسالة واضحة برفض اندثار هذا التراث بعد عقود من التحديات التي شملت الحروب والنهب والإهمال.

وأشار البياتي إلى أن إعادة افتتاح المتحف ستسهم في تعزيز السياحة الثقافية، من خلال توفير بيئة متطورة وآمنة لزوار الداخل والخارج، مما يمنح العراق بُعداً اقتصادياً وثقافياً جديداً. كما سيشكل المتحف بعد تحديثه منصة تعليمية مهمة للطلاب والباحثين والجمهور، تساهم في رفع الوعي بتاريخ البلاد العريق.

وسيشهد المتحف تحسيناً شاملاً على مستوى عرض القطع الأثرية، عبر قاعات حديثة توفر معايير عالية للحفظ من حيث الرطوبة ودرجات الحرارة والأمن، إضافة إلى تصميم داخلي أكثر أناقة وتنظيم أدق للمعروضات، مع توفير خدمات إرشادية ومرافق مهيأة للزائرين.

كما ستشمل أعمال الصيانة تحديث البنى التحتية، وإعادة تأهيل القاعات، وتطوير أنظمة التكييف والحماية والسلامة، بما يعزز مكانة المتحف كمركز حضاري وثقافي رائد، ويعكس اهتماماً رسمياً متنامياً في دعم قطاعي السياحة والآثار وتعزيز صورة العراق على المستوى الدولي.