حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الأوبئة في قطاع غزة خرجت عن السيطرة، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي واستمرار العجز في المرافق الطبية، حيث لا يعمل سوى 13 مستشفى من أصل 36، وبشكل جزئي فقط.

وقالت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، في مقابلة أجريت الأربعاء، إن القطاع الصحي في غزة “تم تفكيكه بالكامل”، مشيرة إلى أنه لم يتبق سوى “القليل جداً من نظام الرعاية الصحية الفعّال”.

وأضافت بلخي أن انتشار الأمراض المعدية بات في مستوى خطير يشمل التهاب السحايا ومتلازمة غيلان-باريه (وهو اضطراب مناعي يصيب الأعصاب)، إلى جانب الإسهال والأمراض التنفسية، مؤكدة أن “الوضع الصحي تجاوز قدرة المنظمات الدولية على الاستجابة الفورية”.

وأوضحت أن “حجم العمل المطلوب لإعادة إنعاش النظام الصحي في غزة لا يمكن تخيله، وسنضطر للتعامل معه تدريجياً خطوة بخطوة”، مشيرة إلى أن الاحتياجات الإنسانية تتضاعف يوماً بعد آخر.

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن مدينة غزة تعتمد حالياً على ثمانية مراكز صحية فقط تعمل جميعها بشكل جزئي، بينما يوجد مركز صحي وحيد في شمال القطاع لتقديم الخدمات للسكان.

كما أكدت المنظمة أن المراكز الصحية تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والمستلزمات، ما يجعل من الصعب استئناف تقديم الخدمات الحيوية للسكان.

وقالت بلخي إن إعادة بناء القطاع الصحي في غزة ستتطلب مليارات الدولارات وعقوداً من العمل، نظراً لحجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية، مشددة على أن الأولوية حالياً هي “إنقاذ الأرواح واحتواء تفشي الأوبئة قبل فوات الأوان”.