أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، أن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لن يشهد تأخيراً، مشيداً بنجاح الانتخابات النيابية الأخيرة التي وصفها بأنها من أكثر العمليات الانتخابية نزاهة وتنظيماً في تاريخ البلاد.

وقال الحسان، خلال إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي، إن العراق قطع شوطاً طويلاً منذ عام 2003 في تجاوز آثار الحروب والديكتاتورية والصراعات، مشيراً إلى أن البلاد تمكنت من ترسيخ قدر أكبر من الاستقرار بدعم المجتمع الدولي وإصرار العراقيين.

وبيّن أن انتهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) لا يعني نهاية الشراكة مع العراق، بل يمثل بداية مرحلة جديدة يقود فيها العراقيون مستقبلهم، على أن تواصل الأمم المتحدة تقديم الدعم الفني والبرامجي من خلال فريقها القطري، خصوصاً في مجالات النمو الاقتصادي، والتغير المناخي، وحقوق الإنسان، وقضايا النزوح، ومشاركة النساء والشباب.

وأعرب الحسان عن ثقته بقدرة العراق على مواجهة التحديات المقبلة، داعياً قادته إلى تعزيز علاقاتهم مع دول الجوار وترسيخ مبادئ حسن الجوار، مؤكداً أن هذا التوجه سيعيد للعراق مكانته التاريخية.

وأشار إلى أن الانتخابات النيابية الأخيرة شهدت ارتفاعاً واضحاً في نسبة مشاركة الناخبين، وأن العملية كانت نموذجاً للشفافية والدقة، مضيفاً أن المفوضية العليا للانتخابات قدّمت أداءً مهنياً يستحق الإشادة.

وفي حديثه عن العلاقات الداخلية، أعرب عن أمله بحل القضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، وفي مقدمتها الملفات الاقتصادية والإدارية. كما نوّه بالتقدم الحاصل في المباحثات بين العراق والكويت بشأن ترسيم الحدود البحرية بعد النقطة 162، داعياً البلدين إلى الاستفادة من الزخم الإيجابي للحفاظ على علاقات مستقرة ومنع تكرار أخطاء الماضي.

وتطرق الحسان إلى ملف المفقودين من الكويتيين ورعايا الدول الأخرى، مؤكداً أهمية استمرار الجهود المشتركة للعثور على المفقودين واستعادة الأرشيف الوطني، مع استعداد الأمم المتحدة لنقل التفويض الخاص بهذا الملف إلى ممثل رفيع المستوى وفق قرار مجلس الأمن.

كما أشاد بالتزام العراق بإعادة مواطنيه من مخيم الهول في سوريا، معبّراً عن أمله بأن يتمكن من استكمال عودة جميع مواطنيه من المخيمات قبل نهاية العام الحالي.