القائمة
تابعنا على
الآن
مستشرقون تشيك تميزوا في دراسة الأحرف والمخطوطات الشرقية القديمة
تاريخ النشر: 17 أغسطس 2023 | الساعة: 10:41 صباحًا القسم: المشاهدات:
174 مشاهدة

يلاحظ المتجول في المتاحف التشيكية، تحفا تاريخية ومخطوطات عديدة من حضارة بلاد الرافدين والعالم الشرقي القديم، أصبحت جزءا من تاريخ التشيك منذ عصر نهضتها القومية.

 

ويعكف خبراء تشيك على دراسة هذا التراث القيم -بما في ذلك مخطوطات الأحرف والكتابة المسمارية (طريقة كتابة استعملت لعدة لغات منها السومرية والأكدية في العراق القديم)- متسلحين بخبرات علمية وشغف لكشف أسرار الثقافات القديمة، مستخدمين مهارتهم في دراسة النقوش واللغات العريقة.

 

وفي تسعينيات القرن الماضي، تطور علم الأحرف والمخطوطات القديمة في التشيك بفضل جيل من المستشرقين البارزين، واليوم يتم البحث في هذا المجال في 3 مراكز، هي: معهد الشرق الأدنى القديم بجامعة تشارلز الشهيرة، ومعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم التشيكية، ومتحف نابرستك للحضارات الأفريقية والآسيوية.

 

نبض بأسرار الزمن

 

في جولة في متحفي العاصمة براغ الوطني ونابرستك، يبدو الغموض والتشوق سيد الموقف، خاصة أثناء تفقد محتويات تكشف أسرار الماضي المبثوثة في المخطوطات القديمة مكتوبة بالأحرف المسمارية، حيث تنبض بأسرار الزمن وتروي قصة لغة قديمة منقرضة.

 

ويدفعك تأمل القطع الفريدة والنادرة في المتحف للتساؤل: كيف بدأت اللغة الحيثية المشهورة في القرن الثالث قبل الميلاد؟، فثمة لوحة يعرضها المتحف يغطيها غبار التاريخ القديم وتعكس جهود العلماء لفك رموز هذه اللغة المندثرة، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من فهم تاريخنا وتطور اللغات عبر العصور.

 

وبسطت حضارة الحيثيين (1600-1178 قبل الميلاد) سيطرتها على الأناضول وشمالي سوريا، وكانت ندا للحضارات المعاصرة لها في بلاد الرافدين ومصر وبلاد فارس.

 

ربط الماضي البعيد بالحاضر

 

رئيس البعثة التشيكية للآثار والبحث في الحضارات القديمة بافيل أونديركا، يقول إن البروفيسور التشيكي يوستن فاتسلاف براشيك (1852-1924) أسس علوم رموز الحضارات القديمة، في حين تلميذه العالم التشيكي بيدرجيخ هروزني (1879-1952) هو بالفعل مؤسس علم الأحرف والخطوط المسمارية كفرع علمي مستقل.

 

ودرس يوستن فاتسلاف براشيك المخطوطات والآثار في المتحف البريطاني بعد انضمامه لجامعة برلين عام 1901، واستطاع فك شفرة رموز اللغة الحيثية في عام 1915 وأدرجها ضمن الفصيلة الهندو-أوروبية للغات بعد تحليل دقيق. وبفضل رصد آثار الحيثيين وتحويل الكتابات والرسوم، كشف عن روابط لغوية مشتركة بين الثقافات عبر العصور والأزمان.

 

وفي حديث، يكشف البروفيسور أونديركا عن مغامرات البروفيسور هروزني في استكشاف حضارات غرب القارة الآسيوية، خاصة الحضارتين البابلية والسومرية في وادي الرافدين، حيث قام برحلة بحث ممتدة ومتنوعة، ووثق نتائجها في أكثر من 350 بحثا ودراسة متخصصة.

 

وفي عام 1919، اعترف العلماء حول العالم بالبروفيسور هروزني كمؤسس لعلم مستقل أطلق عليه اسم “علم الحيثية”، وبين العامين 1924-1925، تحقق حلمه بعد اكتشافه أرشيفا من مخطوطات لتجار قدماء في بلاد الشام الذين هاجروا إلى آسيا الصغرى في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد. ومن خلال تلك المخطوطات، تبين ارتباطها بالعلاقات التجارية بين سوريا وآسيا وشمال وادي الرافدين في ذلك العصر السحيق، الذي شهد نشاطا دؤوبا في التجارة.

مشاركة
اقرأ ايضاً
© 2024 Taraf Iraqi | جميع الحقوق محفوظة
Created by Divwall Solutions