لم يبق سوى أطلالها.. أقدم مدن حول العالم
تاريخ النشر: 09 مارس 2023 | الساعة: 09:26 صباحًا
القسم: المشاهدات:
509 مشاهدة
على مدى التاريخ تأسست آلاف المدن التي استوطنها البشر ثم هجروها لسبب ما فاندثرت ولم يبق سوى أطلالها، لكن بعض تلك المدن التاريخية حافظت على شعلة الحياة فيها واستمرت منذ تأسيسها حتى الآن. وفي هذا المقال اخترنا الحديث عن أقدم مدن في العالم ظلت مأهولة بالبشر منذ تأسيسها.
واستخدمنا في التحقق من المعلومات مصادر معتمدة؛ مثل موقع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وموقع الموسوعة البريطانية، إلى جانب مواقع أخرى عديدة موثوقة، وربما يتفاجأ القارئ بأن معظم المدن التي تتميز بأقدميتها التاريخية وبقائها مأهولة عبر آلاف السنين حتى الآن عربية، وقد يفاجئك مدى قدم تلك المدن، ولنبدأ الرحلة.
1- مملكة الحضر”
تعد “مملكة الحضر” -أو “حطرا” كما دُون في الكتابات الآرامية القديمة- واحدة من أبرز المدن الأثرية في العراق وأقدم الممالك العربية. حكمها 4 ملوك فقط، وهي أول موقع أثري عراقي يُدرج ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو عام 1985.
تقع مدينة الحضر في قلب بادية الجزيرة الشمالية التابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق، وتتوسط نهري دجلة والفرات عند الأطراف الشمالية الغربية من العراق، وعلى وادي الثرثار الذي يمر إلى الشرق منها بنحو 3 إلى 4 كيلومترات.
وتبعد أطلال وبقايا مدينة الحضر نحو 110 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة الموصل، ونحو 50-60 كلم إلى الشمال الغربي من الشرقاط (آشور). وامتد نفوذ مملكة الحضر إلى نهر دجلة من الشرق والفرات من الغرب، ومن جبال سنجار في الشمال إلى مشارف طيسفون/ المدائن في الجنوب، لكن في عصر ازدهارها امتد نفوذها شمالا إلى ما وراء سنجار، حتى وصل الخابور ونصيبين أقصى شمال العراق.
-2 القدس/فلسطين (6000 عام)
تظهر الأدلة الأثرية أن القدس ظلت مأهولة بالسكان منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد على الأقل. ويعود تاريخ أول مستوطنة دائمة معروفة في المدينة إلى العصر البرونزي المبكر بين 3000 و2800 قبل الميلاد، في حين وجدت أدلة مادية على الاستيطان في العصر الحجري النحاسي (4500-3400 قبل الميلاد).
وشهدت نهاية العصر البرونزي (نحو 1200 قبل الميلاد) غزو مملكة مصر الجديدة (تحت حكم تحتمس الثالث) ولا تزال العديد من القطع الأثرية المصرية موجودة في الحفريات على هذا المستوى.
وبوصفها مدينة مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، فإنها ظلت تحمل دائما أهمية رمزية كبيرة، ومن بين معالمها التاريخية البالغ عددها 220 معلما، تبرز قبة الصخرة التي بُنيت في القرن السابع، وكنيسة القيامة التي بنيت سنة 335 ميلادية.
ونظرا لتاريخها الطويل وأهميتها الدينية، فإن التقديرات تشير إلى أن القدس دُمرت مرتين على الأقل، وحوصرت 23 مرة، واحتُلَّت واستعيدت 44 مرة، وهوجمت 52 مرة، وفقا لموقع بريطاني. وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
-3 صيدا/لبنان (6000 عام)
كانت صيدا مأهولة بالسكان منذ شيدها الفينيقيون قبل نحو 4000 قبل الميلاد، وجعلها موقعها على ميناء مهم على البحر الأبيض المتوسط من أهم المدن الفينيقية.
احتُلت المدينة من قبل العديد من الإمبراطوريات العظيمة في العالم، بما في ذلك الآشوريون والبابليون والمصريون والإغريق والرومان والعثمانيون.
اشتهر أهل صيدا بالحرف اليدوية الخاصة بالزجاج، كما أن أهلها هم أول شعوب العالم الذين عرفوا استخدام صدف الموركس في الصباغة.
ولا تزال صيدا حتى يومنا هذا مركزا رئيسيًا للصيد والسوق والتجارة في المنطقة.
-4 أثينا/اليونان 6000 قبل الميلاد
كانت مدينة أثينا القديمة مأهولة باستمرار من قبل البشر منذ العصر الحجري الحديث نحو نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد، لكنها أصبحت الرائدة في اليونان القديمة في الفترة بين 1300 و1200 قبل الميلاد كجزء من الحضارة الميسينية (ازدهرت الحضارة الميسينية في أواخر العصر البرونزي نحو 1700-1100 قبل الميلاد).
نجت أثينا من حرقها على يد الغزاة الفرس عام 480 قبل الميلاد، بالإضافة إلى احتلالها من قبل كل من الأسبرطيين خلال الحرب البيلوبونيسية الثانية في القرن الرابع قبل الميلاد، وفيليب الثاني المقدوني سنة 338 قبل الميلاد.
مدينة أثينا نجت من حرقها على يد الغزاة الفرس عام 480 قبل الميلاد (شترستوك)
-5 بلوفديف/بلغاريا (6000 عام)
ثاني أكبر مدينة في بلغاريا من حيث المساحة، وهي واحدة من أقدم المدن في أوروبا، حيث يعود تاريخ نشأتها إلى نحو 4 آلاف عام قبل الميلاد.
وأطلق عليها اسم بلوفديف في القرن 15، في حين كانت تسمى قبل ذلك مدينة فيلبة؛ نسبة إلى الإمبراطور الروماني فيليبوس والد الإسكندر الأكبر الذي فتحها سنة 342 قبل الميلاد.
المدينة القديمة لها تاريخ صاخب من الغزو والاحتلال على مر القرون من قبل الفرس والإغريق والكلت والرومان والقوط والهون والفايكنغ والصليبيين والعثمانيين، وفقًا لقسم الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية بجامعة بنسلفانيا.
يبلغ عدد سكان بلوفديف اليوم ما يقرب من 350 ألف نسمة، وهي مركز ثقافي رئيسي لأوروبا، وفقًا لمجلة سكان العالم.
بلوفديف واحدة من أقدم مدن أوروبا ويعود تاريخ نشأتها إلى نحو 4 آلاف عام قبل الميلاد (غيتي)
اقرأ ايضاً