مع انخفاض درجات الحرارة ودخول موسم الشتاء، يشتكي كثيرون من تكرار الإصابة بالزكام ونزلات البرد، معتقدين أن السبب هو ضعف جهاز المناعة، لكنّ الأطباء يؤكدون أن الحقيقة مختلفة تماماً.

فبحسب الدكتور دين بلومبرغ، اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا – ديفيس، فإن السبب الرئيسي لتكرار المرض هو التعرّض المستمر للفيروسات التنفسية، وليس ضعف المناعة كما يشاع.

وأوضح بلومبرغ أن الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في أماكن مزدحمة، مثل المدارس والمكاتب، أو يتعاملون مع مصابين بشكل يومي، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى من غيرهم.

ويضيف الدكتور تيم هندريكس، المدير الطبي في AdventHealth Centra Care بولاية فلوريدا، أن الحالات الخاصة مثل مرضى السرطان أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة يواجهون خطراً أعلى بطبيعة الحال، لكن بالنسبة لمعظم الناس، تكمن المشكلة في الاحتكاك القريب والمستمر.

ويشير الخبراء إلى أن العائلات التي تضم أطفالاً صغاراً، وكذلك المعلّمين والعاملين في دور الحضانة والمدارس، هم الأكثر عرضة للأمراض الموسمية، لأن الأطفال لا يلتزمون بعد بقواعد النظافة الشخصية وينقلون العدوى بسهولة إلى من حولهم.

كما أوضح بلومبرغ أن خطر العدوى يقلّ تدريجياً مع تقدم الأطفال في السن، بسبب تحسن عاداتهم الصحية وتراجع احتكاكهم المباشر بالآخرين، في حين أن البالغين الذين يعيشون بمفردهم غالباً ما يكونون الأقل تعرضاً للأمراض التنفسية.

ويؤكد الأطباء أن الفيروسات تنتقل بشكل رئيسي عبر الرذاذ التنفسي أو اللمس المباشر، مشيرين إلى أن غسل اليدين بانتظام، واستخدام المعقمات، وتجنب لمس الوجه من أهم أساليب الوقاية.

أما عن تعزيز المناعة، فينصح الدكتور هندريكس بالحفاظ على نظام غذائي متوازن، ونوم كافٍ، وترطيب جيد، وتقليل الإجهاد، مؤكداً أن “المناعة القوية هي خط الدفاع الأول ضد العدوى”.

ويختم بقوله:

“لا يمكننا تجنّب كل نزلة برد، لكنّ العناية بالجسد والنظافة الشخصية تقللان فرص الإصابة بشكل كبير.”