شهدت أسواق الأسهم العالمية، التي تهيمن عليها شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أكبر انخفاض أسبوعي منذ سبعة أشهر، مع تصاعد القلق من استدامة الانتعاش السريع في أسهم هذا القطاع، فيما لجأ المستثمرون إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والسندات والين الياباني.

وأظهرت بيانات التجارة الصينية تباطؤاً غير متوقع، حيث انكمشت الصادرات بنسبة 1.1% في أكتوبر، وهو أدنى مستوى منذ فبراير الماضي، ما يعكس التأثير السلبي للرسوم الجمركية الأمريكية على الطلب العالمي.

وتراجع مؤشر CSI 300 الصيني للأسهم القيادية ومؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.3%، فيما سجل مؤشر نيكي الياباني خسارة أسبوعية بلغت 4.1%، هي الأكبر منذ أبريل، كما انخفض مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 3.7%، وهو أسوأ أداء له منذ فبراير الماضي.

وكانت شركات تصنيع الرقائق والكابلات من بين أبرز الخاسرين، إذ هبط سهم سوفت بنك غروب بنحو 20% خلال الأسبوع، كما انخفضت قيمة البيتكوين بنسبة 8% لتصل إلى نحو 101,525 دولاراً، في إشارة إلى تراجع معنويات المستثمرين تجاه قطاع التكنولوجيا.

ووفق محللين، لم يكن هناك محفّز محدد وراء هذا التراجع، لكن النتائج المالية الأخيرة لشركات الذكاء الاصطناعي أثارت مخاوف من فقاعة محتملة في القطاع. فبعد إعلان شركة ميتا عن نفقات رأسمالية ضخمة لبناء مراكز بيانات، تراجع سهمها بشكل حاد، كما انخفضت أسهم بالانتير تكنولوجيز رغم تجاوزها توقعات الأرباح.

وقال هيرالد فان دير ليندي، رئيس استراتيجية الأسهم في بنك HSBC:

“غالبًا ما تشهد الأسواق تحولات تدريجية، إذ يبدأ عدد من المستثمرين بجني الأرباح، ثم يتبعهم آخرون، مما يؤدي إلى موجة بيع جماعية تغيّر مزاج السوق بأكمله”.

في المقابل، شهدت أسواق السندات ارتفاعاً بفعل زيادة الطلب على الأصول الآمنة، مدعومة بتقارير عن ارتفاع معدلات تسريح العمال في الولايات المتحدة، ما قد يمهد لمزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

وانخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 6.4 نقطة أساس ليصل إلى 4.09%، بينما استقرت العوائد يوم الجمعة بعد تراجع متواصل على مدار الأسبوع.

في سياق متصل، واصلت أسعار فول الصويا الهبوط للأسبوع الثاني على التوالي، وسط ضعف الطلب الصيني رغم تعهد بكين بشراء 12 مليون طن من الولايات المتحدة قبل نهاية العام.