حقق الفيلم العراقي “كعكة الرئيس” إنجازاً تاريخياً غير مسبوق، بعد دخوله القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار لعام 2026 عن فئة أفضل فيلم أجنبي، في سابقة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ السينما العراقية.

وأعلن السينمائي العراقي وارث كويش إدراج الفيلم ضمن قائمة تضم 15 فيلماً فقط، تم اختيارها من بين أكثر من 90 عملاً سينمائياً عالمياً، واصفاً هذا الوصول بأنه “لحظة صدق نادرة للسينما العراقية” وحدث مفصلي في مسيرتها.

الفيلم من كتابة وإخراج حسن هادي في أول تجربة إخراجية طويلة له، وهو إنتاج عام 2025، ويحمل عنوانه العالمي The President’s Cake. ويستعيد العمل أجواء العراق خلال تسعينيات القرن الماضي، في ظل الحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية، عبر قصة إنسانية مؤثرة.

وتدور أحداث الفيلم حول لمياء، طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات، تُكلّف من مدرستها بمهمة إلزامية تتمثل في جمع مكونات كعكة عيد ميلاد الرئيس. وتتحول هذه المهمة البسيطة ظاهرياً إلى رحلة قاسية تكشف عن الفقر المدقع، وندرة الغذاء، والخوف الذي كان يخيّم على الحياة اليومية آنذاك.

وخلال تنقّل الطفلة بين الأسواق والطرقات بحثاً عن الدقيق والبيض والسكر، يرصد الفيلم تفاصيل دقيقة لمعاناة العراقيين، في سرد بصري هادئ يحمل دلالات عميقة عن الطغيان والجوع وسرقة الطفولة.

واستوحى المخرج فكرة العمل من حادثة حقيقية تعود إلى أحد زملائه في المدرسة، حيث فشل الطفل حينها في تنفيذ مهمة مماثلة، ما أدى إلى تغيّر مسار حياته بشكل مأساوي.

وكان الفيلم قد حقق حضوراً لافتاً في المهرجانات العالمية، إذ حصد جائزة الجمهور ضمن قسم أسبوع المخرجين، إضافة إلى جائزة الكاميرا الذهبية كأفضل فيلم روائي أول في مهرجان كان السينمائي، قبل أن يتم اختياره رسمياً لتمثيل العراق في سباق الأوسكار لعام 2026.