أتاحت التقنيات الحديثة المجال لإنشاء ما يُعرف بـ “التوائم الرقمية البشرية”، وهي نسخ رقمية ذكية قادرة على تحليل سلوك الإنسان والتنبؤ بحالته الصحية، مما يمثل نقلة نوعية في الطب الوقائي وعلاج الأمراض النفسية والعقلية.
ووفقاً لتقرير نشره موقع ساينس أليرت، تمكن فريق من الباحثين من جامعة ديوك وجامعة كولومبيا وجامعة نبريخا الإسبانية بالتعاون مع شركة “كوجني فيت” من تطوير إطار جديد في هذا المجال تحت مسمى “التوائم المعرفية الرقمية”، وهي أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من بيانات الأفراد للكشف المبكر عن الاضطرابات الصحية والعقلية.
ويهدف المشروع إلى أن يمتلك كل شخص في المستقبل توأماً رقمياً معرفياً يستطيع التنبؤ بتطور قدراته العقلية مثل الذاكرة والانتباه والتركيز، واقتراح برامج تدريب مخصصة للدماغ قبل ظهور المشكلات الصحية.
ويعتمد النظام على دمج البيانات التي توفرها الأجهزة الذكية المنتشرة حالياً مثل الساعات الذكية، وأجهزة تتبع النشاط، ومستشعرات النوم، لتوليد تدفق مستمر من البيانات الحيوية مثل معدل ضربات القلب، وجودة النوم، ومستويات النشاط والتوتر.
ويقوم الذكاء الاصطناعي بدور “قائد الأوركسترا” الذي ينسق هذه البيانات ويحوّلها إلى نظام تنبؤي متكامل قادر على الاستجابة لاحتياجات الإنسان الصحية في الوقت الحقيقي.
ويرى العلماء أن هذه التقنية تمثل ثورة مستقبلية في الطب وعلوم الإدراك، إذ من المتوقع أنه خلال السنوات القليلة المقبلة، سيصبح امتلاك “توأم معرفي رقمي” لكل شخص أمراً طبيعياً يساعد على تحسين الصحة البدنية والعقلية ومراقبة جودة الحياة بشكل مستمر.
