القائمة
تابعنا على
الآن
جبران خليل جبران حاضر في مسقط رأسه بمئوية كتابه النبي
تاريخ النشر: 08 نوفمبر 2023 | الساعة: 11:57 صباحًا القسم: المشاهدات:
187 مشاهدة

من تمثال للأديب والرسام اللبناني الأميركي جبران خليل جبران عند مدخل بشرّي شمالي لبنان يدرك الزائر أنه وصل إلى مسقط رأس صاحب كتاب “النبي” الشهير الذي يُحتفل هذه السنة بمئوية صدوره.

 

في المتحف -الذي يحتضن رفات المؤلف منذ وفاته عام 1931- يمكن الاطلاع على نسخ بأكثر من لغة من هذا الكتاب، إذ إن الشهرة الكبيرة -التي حظي بها بعدما نشرته دار “كنوبف” الأميركية في سبتمبر/أيلول 1923- دفعت لترجمته إلى 115 لغة، وبيعت منه ملايين النسخ، وبات المفضل لملايين القراء في مختلف أنحاء العالم.

 

ويقول جوزيف جعجع مدير متحف جبران خليل جبران إن الكتاب “يتقرب من روحية كل فرد من خلال معالجة مواضيع الموت والحياة والصداقة والحب والأولاد وسواها، فيشعر كل قارئ أينما وجد أن هذا الكتاب يعنيه ويمسه في الصميم”.

 

وللمؤلف -الذي كتب في “النبي” عبارة “ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين”- مجموعة كبيرة من الأقوال يتصدر بعضها السور الخارجي للمتحف.

 

تفيد معلومات المتحف بأنه في العام 1926 صمم جبران أثناء إقامته في مدينة نيويورك الأميركية على شراء الدير وتوابعه، ليحوله من مكان ديني للرهبان إلى “صومعة” له، وكان يتوق أن يدفن فيه، لكن حلمه باء بالفشل ولم يستطع ابتياع الدير أثناء حياته. وحين وصل جثمان جبران إلى بلدته في 22 أغسطس/ آب 1931 اشترت أخته مريانا الدير وملحقاته وحققت جزءا من وصيته بأن يدفن فيه.

أما تحويل الدير إلى متحف فلم يتحقق إلا عام 1975، حسب وثائق المتحف، حيث اكتشف الأوصياء على تراث الأديب الراحل “لجنة جبران الوطنية” رغبة جبران تلك التي عبر عنها في واحدة من أوراقه.

 

انتشار عالمي

 

يذكّر ألكسندر نجار الكاتب والروائي اللبناني باللغة الفرنسية -خلال أمسية قراءات من “النبي” أقيمت أخيرا في بيروت- بأن الكتاب حصد في ستينيات القرن الماضي إعجاب الجامعيين وحركة “الهيبيز” التي استهوتها جملته الشهيرة “أولادكم ليسوا لكم”.

 

وتعلق بالكتاب زعماء عالميون ومشاهير، كإمبراطورة اليابان ميتشيكو ورئيسة الوزراء الهندية الراحلة إنديرا غاندي وجون لينون عضو فرقة “بيتلز” والمغني جوني كاش وغيرهم، وفق جعجع.

 

وكان نجم الروك الأميركي إلفيس بريسلي “يدون عليه ملاحظاته ويهديه إلى أصدقائه ويعتبر أنه قلب حياته”، بحسب نجار.

 

ويرى نجار أن أسلوب الكتاب “يذكّر بالإنجيل على غرار عبارة “الحق أقول لكم” التي كان يخاطب بها المسيح تلاميذه، ويقترب كذلك من كتاب “هكذا تكلم زرادشت” للفيلسوف الألماني فريدريتش نيتشه، لكن جبران بدا في كتابه “أكثر شاعرية وأقل فلسفة”، ملاحظا أن في “النبي” صورا “مستقاة من عالم التصوف”.

 

أما الكاتبة والرسامة اللبنانية الفرنكوفونية زينة أبي راشد -التي أصدرت أخيرا كتابا بالفرنسية حولت فيه “النبي” إلى قصة مصورة من 400 صفحة- فترى أن “نص جبران ليس كسائر النصوص، كان تحديا جميلا”، مشددة على أهمية “إعادة نشره بطريقة مختلفة لكي يكتشفه الجيل الجديد من لبنانيين وغير لبنانيين”.

 

Gibran Museum in Bsharri, Lebanon. The stone building of the museum in twilight

متحف جبران

 

على طاولة في إحدى غرف المتحف -في بشرّي حيث ولد جبران عام 1883- تُعرض الترجمات الأولى لكتاب “النبي”، وبلغ عددها 11 خلال المرحلة الممتدة من 1923 إلى 1931، أبرزها بالألمانية والهولندية، ويضم المتحف 53 ترجمة، من بينها أيضا السويدية والصينية والنرويجية.

 

وأقيم متحف جبران في دير مار سركيس للآباء الكرمليين، والذي بني مطلع القرن الـ18، ويطل المكان على جبل المكمل من الجهة اليسرى ووادي قاديشا من الجهة اليمنى، وتحيط به غابة تطغى عليها أشجار السنديان.

 

ويقول جان بيار رحمة -الذي يعمل في المتحف- إن جبران الفتى كان يتردد دائما على الدير ويرسم رئيسه بالفحم جالسا على المصطبة أمام مدخله الرئيسي.

 

كما يوضح جوزيف جعجع أن “رغبة شديدة بالعودة إلى بشرّي كانت موجودة لدى جبران بعدما هجرها وهو في الـ12 مع والدته وشقيقه وشقيقتيه، لكنه توفي” قبل تحقيق هذه الرغبة.

 

وبعد وفاته وافق الرهبان على بيع الدير والأرض المحيطة به إلى شقيقته مريانا، وتحول مدفنا له في أغسطس/آب 1931 ثم متحفا لأعماله التشكيلية ومخطوطاته ومقتنياته عام 1975.

 

ويعرض المتحف 150 لوحة لجبران من أصل 440 موجودة لديه، إضافة إلى ألف كتاب موزعة على الغرف في طوابق المتحف الثلاثة.

 

Translations of Lebanese-American writer, poet, and visual artist Gibran Khalil Gibran's book "The Prophet" in various languages are displayed at his museum in the artist's hometown of Besharre (Bsharri) in northern Lebanon on October 5, 2023. - Nestled in the mountains of northern Lebanon, a museum dedicated to Kahlil Gibran in his hometown of Bsharre has been celebrating the centennial of "The Prophet", the renowned author's most famous work. Since it was first published in the United States in 1923, millions of copies of "The Prophet" have been sold worldwide, with the book becoming a literary classic that has been translated into dozens of languages from the original English. (Photo by JOSEPH EID / AFP)

ويشير جعجع إلى أن بداية جبران بالرسم كانت بقلم الرصاص والفحم، وفي سنة وفاته عاد إلى الأبيض والأسود، ولكن أيا كانت التقنية المتبعة فيها فإن لوحاته تحمل بأحجامها المتفاوتة “نظرته الروحانية العميقة إلى الوجود، إلى الموت والحياة في آن واحد”، فالطبيعة هي الأساس في نتاج ريشته “هي الأم الحاضنة لكل الكائنات، هي الأرض، هي المرأة التي وقفت إلى جانبه” بحسب جعجع.

مشاركة
اقرأ ايضاً
© 2024 Taraf Iraqi | جميع الحقوق محفوظة
Created by Divwall Solutions