تشهد منصات التواصل الاجتماعي موجة انتقادات واسعة بعد طرح الإعلان الأول لفيلم “الست”، الذي تجسد فيه الفنانة منى زكي شخصية أيقونة الغناء العربي أم كلثوم، وسط جدل كبير حول مدى توافق الشكل والمكياج مع ملامح كوكب الشرق.

ورغم الإشادة بقدرات منى زكي التمثيلية، إلا أن شريحة واسعة من الجمهور رأت أن الاختلاف الكبير في الملامح يصعب مهمة الإقناع البصري، خصوصاً أن أم كلثوم تُعد رمزاً ثقافياً ووجهاً محفوراً في الذاكرة العربية.

المخرج مروان حامد دافع عن اختياره، مؤكداً أن الدور يحتاج ممثلة ذات حضور قوي وموهبة راسخة:

“منى زكي خضعت لتدريبات مكثفة لمدة عام كامل في الغناء والحركة واللهجة، وكانت تجلس ست ساعات يومياً على كرسي المكياج قبل التصوير.”

ويشير حامد إلى أن الفيلم يستعرض مراحل مختلفة من حياة أم كلثوم، وهو ما تطلّب جهداً كبيراً في التحضير لمحاكاة التطور العمراني والشخصي للست خلال مسيرتها.

أما الجمهور، فتركزت انتقاداته على الجانب البصري تحديداً، معتبرين أن متطلبات تجسيد شخصية تاريخية بهذا الحجم تبدأ من الشكل، وأن الإعلان الأول أظهر “منى زكي” أكثر مما أظهر “أم كلثوم”.

ويرى مختصون أن تجسيد الرموز الشعبية مهمة معقدة، لأن الجمهور لا يبحث فقط عن الأداء، بل عن الشعور بالتماهي البصري والعاطفي مع الشخصية الأصلية، وهو ما يجعل أي تغيير – مهما كان بسيطاً – نقطة خلاف حادة.

ورغم الهجوم، يؤكد فريق العمل أن الفيلم يقدم قراءة فنية وإنسانية جديدة لمسيرة أم كلثوم، ولا يهدف إلى التقليد الحرفي بقدر ما يسعى إلى إعادة تقديم رمزية “الست” في سياق سينمائي معاصر.