واصل الذهب تحقيق مكاسبه الشهرية للشهر الثالث على التوالي، رغم التراجع الطفيف في جلسة الجمعة، وسط حالة من الغموض التي تحيط بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن خفض الفائدة مجددًا قبل نهاية العام.

وسجّل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.54% ليصل إلى 4002.9 دولار للأونصة، بعد أن لامس أدنى مستوى عند 3988.37 دولار خلال الجلسة، فيما تراجعت العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.48% إلى 3996.5 دولار للأونصة، لكنها أنهت شهر أكتوبر مرتفعة بنحو 3.2%.

وقال فيليب ستريبل، كبير محللي السوق في شركة بلو لاين فيوتشرز، إن “العديد من المستثمرين كانوا يترقبون فرصة لإعادة دخول سوق الذهب، وقد قاموا بذلك عندما انخفض السعر دون حاجز الـ4000 دولار”.

ورغم أن البنك المركزي الأميركي خفّض أسعار الفائدة خلال الأسبوع الماضي، فإن التصريحات المتشددة لرئيسه جيروم باول جعلت الأسواق تقلل من توقعاتها لخفض إضافي في ديسمبر، إذ تشير أداة CME FedWatch إلى أن احتمال خفض الفائدة بات 65% فقط بعد أن كان يتجاوز 90% قبل أيام.

ويفقد الذهب عادةً جاذبيته مع ارتفاع الفائدة كونه أصلاً لا يدرّ عائداً، إلا أن المعدن النفيس ارتفع بنحو 54% منذ بداية العام، وسجّل مستوىً قياسياً جديداً عند 4381.21 دولار للأونصة في 20 أكتوبر.

وبحسب توقعات بنك مورغان ستانلي، من المرجح أن تواصل أسعار الذهب الارتفاع خلال النصف الأول من عام 2026 لتسجل متوسط 4300 دولار للأونصة، مدعومة بعوامل تشمل تخفيضات الفائدة العالمية، وتزايد مشتريات البنوك المركزية، وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه وافق على خفض الرسوم الجمركية على الصين من 57% إلى 47% مقابل تشديد بكين إجراءاتها ضد تجارة الفنتانيل واستئناف مشتريات فول الصويا الأميركي، في خطوة اعتبرها محللون “إشارة تهدئة” للأسواق التجارية العالمية.