أعلنت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة عن اعتماد سياسة جديدة تهدف إلى معالجة أزمة السكن في العراق، عبر إنشاء مدن سكنية متكاملة خارج حدود المدن الكبرى، لتخفيف الضغط السكاني والخدمي وتوفير وحدات سكنية بأسعار مدعومة وفترات سداد طويلة تصل إلى 35 سنة.

وأوضح مدير عام دائرة الإسكان في الوزارة صادق محمد الفرطوسي أن الخطة الجديدة تستند إلى مبدأ “الإنشاء المتمركز”، بدلاً من سياسة “الملء الحضري” المعتمدة سابقاً، بما يتيح إنشاء تجمعات سكنية حديثة ومجهزة بالخدمات الأساسية، مع توفير الأراضي بأسعار مناسبة للمواطنين.

وأشار الفرطوسي إلى أن الوزارة تعمل على تنفيذ أكثر من 600 مشروع استثماري في 15 محافظة لتأمين 600 ألف وحدة سكنية، إلى جانب خطة أوسع لإنجاز مليون وحدة سكنية ضمن مشاريع التطوير العقاري في مختلف المحافظات.

وكشف أن من بين المشاريع الكبرى مدينة أورك السكنية التي تضم أكثر من 120 ألف وحدة، ومدينة الجواهري بـ30 ألف وحدة، إضافة إلى مدينة الغزلاني ومشاريع أخرى قيد الإحالة. كما تم وضع حجر الأساس لمشروع مدينة الفداء السكنية في الناصرية ضمن مشاريع التطوير العقاري المخصصة لمنتسبي وزارة الدفاع.

وبيّن أن الوزارة أبرمت أكثر من 11 عقد تطوير عقاري تشمل معظم المحافظات، بهدف تسريع وتيرة البناء، مؤكداً أن مشروع حي جبيل في الأنبار يمثل نموذجاً للمشاريع الحكومية المخصصة للفئات الهشة، من ذوي الشهداء والأرامل والمعاقين وغير الموظفين وضحايا الإرهاب.

وأوضح أن الدولة تقدم دعماً كبيراً في هذه المشاريع، إذ تمنح الوحدات لذوي الشهداء مجاناً، وتوفر تخفيضات تصل إلى 75% للأرامل والمعاقين و20% لبقية المواطنين، مع فترات سداد تمتد حتى 35 سنة للمواطنين و50 سنة للأرامل، لتسهيل امتلاك السكن.

وأشار إلى أن نسب الإنجاز في عدد من المشاريع بلغت مستويات متقدمة، حيث تجاوزت 92% في بعض المواقع، بينما وصلت نسب الإنجاز في مشروع مجمع هيت السكني إلى 84.5% رغم الظروف المالية الصعبة، ومن المقرر اكتماله خلال الربع الأول من عام 2026.