القائمة
تابعنا على
الآن
الاحتلال يستهدف “تاريخ غزة”.. تهديدات لمقر البلدية الأثري وتدمير مساجد وكنائس
تاريخ النشر: 03 نوفمبر 2023 | الساعة: 01:19 مساءً القسم: المشاهدات:
172 مشاهدة

خلال 4 أسابيع من الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال “مذابح مروعة” بحق “البشر والحجر والشجر”، ولم تسلم حجارة الآثار في المدينة -التي تضم مواقع تعود لحقب تاريخية مختلفة- من العدوان والقصف.

 

ينظر العارفون بقيمة المباني التاريخية بالقطاع المحاصر إلى عمليات الاستهداف الإسرائيلي أنها محاولة “لاقتلاع التاريخ”، والنيل من تراث المدينة العريقة الذي يتفوق بعقود طويلة على تاريخ دولة الاحتلال المقامة على أنقاض فلسطين التاريخية إبان النكبة في العام 1948.

 

ونال الدمار من منازل ومقابر أثرية، وعشرات المساجد، و3 كنائس، تبرز من بينها كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، القريبة من المستشفى الأهلي العربي الشهيرة بـ”المستشفى المعمداني”، الذي شهد بدوره واحدة من أبشع المجازر الإسرائيلية خلال الحرب المحتدمة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

خسارة تاريخية وفوضى مدنية

 

ويخشى مجلس بلدية غزة من أن يطال الدمار المقر التاريخي للبلدية، الذي يبعد بضع عشرات من الأمتار عن المستشفى المعمداني، بعدما تلقى المجلس تهديدات إسرائيلية وإنذارات بقصف المقر وتدميره.

 

ويمثل مقر البلدية، الذي يعود تاريخ تشييده إلى ما قبل نحو 200 عام، رمزية عالية في مدينة غزة، كبرى مدن القطاع ويقطنها أكثر من 800 ألف نسمة، كما يقول رئيس البلدية الدكتور يحيى السراج.

 

ويطل مقر البلدية على “ميدان فلسطين”، ويقع فيما تعرف “غزة القديمة”، التي تضم بين جنباتها ومناطقها عشرات المباني والمعالم الأثرية والتاريخية، أبرزها “المسجد العمري الكبير” و”كنيسة القديس برفيريوس” المجاورة لمسجد “كاتب ولاية” ويعود تاريخه للقرن السابع الميلادي، و”حمام السمرة” آخر وأبرز معالم الحقبة العثمانية، و”سوق القيسارية” في حي الدرج أحد أعرق أحياء المدينة وتميزه منازل يعود تاريخها لمئات السنين.

 

وأضاف السراج، الذي فقد نجله الصحفي “رشدي” في غارة جوية إسرائيلية خلال الحرب الحالية، أنه “غير واثق” بأن المقر التاريخي للبلدية سيبقى صامدا، وربما تنفذ قوات الاحتلال تهديدها وتقصفه وتحوله إلى ركام في أي لحظة، وبرأيه فإن تدمير مبنى البلدية “يمثل خسارة تاريخية، وسيتسبب في فوضى كبيرة نتيجة فقدان المعلومات، حيث يضم وثائق وأرشيف المدينة”.

 

واستخدم المقر الحالي لبلدية غزة وقت تشييده لفترة قصيرة كمستشفى، وبحسب السراج فإنه لا مبرر للاحتلال لقصفه وتدميره سوى “الانتقام”، والنيل من “رموز غزة الأثرية والتاريخية”.

 

استهداف رموز مسيحية

 

وليس بعيدا عن مقر بلدية غزة، تعانق أجراس كنيسة القديس برفيريوس مأذنة مسجد “كاتب ولاية”، وتشكلان رمزا للتعايش التاريخي بين المسلمين والمسيحيين في غزة، الذين لم تفرق بينهم صواريخ الاحتلال وقذائفه، واختلطت دماؤهم معا، في مجزرة وقعت داخل أسوار الكنيسة، أسفرت عن 18 شهيدا، والحقت أضرارا جسيمة بمبانيها التاريخية العريقة.

 

Archbishop Alexios of Tiberias visits Saint Porphyrius Church in Gaza City, which was severely damaged in an Israeli air strike on Thursday. At least 18 people were killed [Abdelhakim Abu Riash/Al Jazeera]

وهذه الكنيسة التي تعرف شعبيا في غزة باسم “كنيسة الروم الأرثوذكس” أو “كنيسة المقبرة” حيث تحيط بها مقبرة مسيحية، هي واحدة من أقدم الكنائس على مستوى العالم، ولجأ إليها نازحون من الأحياء المجاورة كملجأ آمن، غير أن غارات الاحتلال لاحقتهم، وأوقعت في أوساطهم شهداء وجرحى من المسلمين والمسيحيين.

 

ويعود تاريخ بناء الكنيسة، كما قال مدير العلاقات العامة بها كامل عياد، للعام 425 ميلاديا، وتبلغ مساحتها 216 مترا مربعا، وتمتاز بجمال البناء على الطراز البيزنطي، وتلفت الأنظار إليها لما تحتويه من لوحات رخامية فنية تعبر عن تاريخ الوجود المسيحي في غزة الممتد لمئات السنين.

 

وبفعل الظروف الصعبة التي تشهدها غزة منذ العام 2007، جراء الحروب الإسرائيلية المتكررة والحصار الخانق، تراجعت أعداد المسيحيين في غزة لنحو 1300 نسمة، وفقا لتقديرات مؤسسات مسيحية، وذلك نتيجة الهجرة إلى الضفة الغربية والخارج، وتراجع معدلات المواليد.

مشاركة
اقرأ ايضاً
© 2024 Taraf Iraqi | جميع الحقوق محفوظة
Created by Divwall Solutions