إنجاز طبي قد يُحدث تحولاً جذرياً ويعيد الأمل لملايين المرضى حول العالم، حيث تمكنت امرأة صينية تعاني من السكري من النوع الأول من الشفاء بفضل علاج جديد يعتمد على إعادة تشكيل الخلايا المأخوذة من جسمها.

وحسب تقرير صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، نجح العلاج المبتكر في تحويل هذه الخلايا إلى خلايا جذعية مخصصة، التي استخدمت لاحقاً لزراعة مجموعات من “الجزيرات”، وهي خلايا تنتج الهرمونات في البنكرياس والكبد وتساعد في تنظيم مستويات السكر في الجسم.

وأفاد الباحثون أن المرأة، التي تبلغ من العمر 25 عاماً وتعيش في مدينة تيانغين، قد تمكنت من إنتاج الأنسولين بشكل طبيعي لمدة تزيد عن عام.

وصف خبراء من الخارج هذا العلاج بأنه “مذهل ورائع”، ويعتمد على إنجاز مشابه تم في شنغهاي في أبريل الماضي. لكن الحالة في ذلك الوقت كانت مختلفة، حيث شملت زراعة الخلايا الجذعية في الكبد، بينما تعتمد الطريقة الجديدة على زراعة “الجزيرات” المصنوعة حديثاً في الجزء العلوي من البطن بالقرب من البنكرياس.

وأوضح الباحثون أن زراعة خلايا “الجزيرات” في الكبد كانت أكثر صعوبة في المراقبة عبر تقنيات غير جراحية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، مما يجعل من الصعب إزالة هذه المجموعات الخلوية في حالات رفض الجهاز المناعي. أما الطريقة الجديدة، التي تتضمن إدخال خلايا “الجزيرات” مباشرة أسفل البطن، فقد سهلت مراقبة تقدم هذه الخلايا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي.

ومع ذلك، أبدى بعض المتخصصين الطبيين حذرهم بشأن هذه النتائج، منتظرين معرفة ما إذا كان يمكن تكرار العلاج الناجح مع مرضى آخرين. وذكر دكتور جاي سكيلر، اختصاصي الغدد الصماء في جامعة ميامي، أنه يفضل انتظار خمس سنوات على الأقل لرؤية ما إذا كانت المريضة ستستمر في إنتاج الأنسولين بنفسها قبل اعتبار حالتها “مشفاة” تماماً.

كما أشار خبراء الصحة إلى أن تقنية تصنيع عمليات زرع مخصصة باستخدام خلايا المريض نفسها قد تكون صعبة التوسيع بشكل فعال من حيث التكلفة، مما يعني أن تكلفة علاج السكري قد تكون مرتفعة جداً في البداية.

وكشف الباحثون من “جامعة نانكاي” و”جامعة بكين” المشرفين على العلاج الجديد، أن المريضة كانت تتناول دواء مثبطاً للمناعة لعلاج مرض الكبد. لذلك، يبقى غير واضح ما إذا كانت أجسام مرضى آخرين ستقبل زرع “الجزيرات” المشتقة من خلاياهم.

العملية التي أُجريت في يونيو 2023، وفقاً للورقة البحثية المنشورة في مجلة “سيل”، استغرقت أقل من نصف ساعة. ويأمل الخبراء أن تسهم هذه العمليات في توجيه خلايا المريض المستخرجة لتصبح خلايا جذعية، مما يجعلها أقل عرضة للرفض من قبل الجسم، وقد تتجاوز الحاجة إلى الأدوية المثبطة للمناعة التي تضعف الجهاز المناعي.