القائمة
تابعنا على
الآن
وطن لا ينتمي لنفسه.. كيف يتحول الوطن إلى فكرة ملهمة ورمز إنساني؟
نشر: بتاريخ 2023/05/13 في قسم: المشاهدات:
269 مشاهدة

“لا يوجد مكان آخر يختلط فيه التاريخ والأديان والخيال والسياسة لهذا الحد. كل حجر يخفي سره” وقصته.

 

إنها “فلسطين فكرة، أمل، مطلب، رمز”. تلخص هذه الكلمات المكثفة والفواصل الشعرية الموحية المعبرة، التي افتتح بها الكاتب والصحفي كريستوف عياد الكتاب الجماعي، “ما تقدمه فلسطين للعالم”، الصادر منذ مدة قصيرة باللغة الفرنسية ضمن السلسلة الدورية “عربوراما” عن معهد العالم العربي بباريس بالاشتراك مع دار النشر الفرنسية.

 

ضم الكتاب مجموعة من المقالات الصحفية والدراسات الفكرية والبحوث الاجتماعية والقصائد الشعرية والصور والخرائط التوضيحية والرسومات الفنية واللوحات التشكيلية، لنخبة متميزة من الصحفيين والمفكرين والكتاب والشعراء والفنانين والرسامين والمؤرخين والباحثين العرب والأوروبيين، التي تتغنى كلها بحب سيدة الأرض “فلسطين”، وتحاول أن ترسم لها بالحرف والريشة صورة تتراوح بين الحلم والواقع.

 

والكتاب القيّم ساهم فيه 50 مبدعا على غرار المثقف والكاتب إلياس صنبر، والكاتبة وسفيرة فلسطين السابقة لدى اليونسكو ليلى شهيد، والمفكر والكاتب والصحفي الفرنسي المعروف آلان غريش، والكاتب والشاعر عبد اللطيف اللعبي، والفنانة التشكيلية أصالة شوك صاحبة الغلاف المميز للكتاب.

 

يحاول الكتاب أن يحفر “أركيولوجيا” وتاريخيا و”أنثروبولوجيا” وأدبيا وفنيا في مسار وطن تحوّل إلى رمز، وفكرة تحولت إلى قضية، وقضية توحّدت بشعب، وشعب فاض عن الأرض وتاه في المنفى والشتات والكون باحثا عن صورة واقعية مطابقة لوطنه الأم المسلوب والمحاصر، فوجد نفسه في رحلة بحثه عن حق وحلم ومفتاح العودة يفتح أبوابا جديدة ويكتشف قارات فكر بكر ويخلق أوطانا وليدة في روحه وقلبه المتنصل من المكان والزمان والانتماء استحضارا لصرخة الشاعر الرمز محمود درويش “كل قلوب الناس جنسيتي.. فلتسقطوا عني جواز السفر”.

 

يقول الكاتب كريستوف عياد في مقدمة الكتاب “في الوقت الذي تبدو فيه فلسطين مهجورة من قبل الجميع، بدءا من الدول العربية، اخترنا العودة إليها بطبيعة الحال للتحدث عن شعبها المشتت بسبب التاريخ والحدود. وأردنا مسح أراضيها المقسمة بين غزة والضفة الغربية على أن تكون القدس مركزا لا يمكن تعقبه.

 

هذه الأراضي التي ضمها الاحتلال الإسرائيلي وابتلعها جدار الفصل العنصري. بعد أن أصبحت رمزا للاستعمار في عالم يمر بعملية إنهاء الاستعمار في النصف الثاني من القرن الـ20، فإن فلسطين لا تنتمي إلى نفسها. إنها قضية ومصدر إلهام للعالم كله. الكوفية علم الثوار في العالم، والفلسطيني لم يعد مجرد جنسية من دون دولة، بل هو رمز الرفض والانصياع والمقاومة”.

اقرأ ايضاً
© 2024 جميع الحقوق محفوظة الى Taraf Iraqi