جدل حول “خدمات الإنترنت”.. النشر الرقمي ودوره في الحفاظ على التراث العربي (ثقافة)
تاريخ النشر: 23 مارس 2023 | الساعة: 10:01 صباحًا
القسم: المشاهدات: 182 مشاهدة
في عالم تتمدد فيه خدمات الإنترنت لتصير مثل أشعة الشمس تطال كل بقاع الأرض، أصبح النشر الإلكتروني أو الرقمي في متناول الجميع، ومن هنا يشير الصحفي المصري السيد أحمد المخزنجي إلى أهمية استغلال هذا التطور التكنولوجي في حفظ التراث العربي.
يطرح المخزنجي، الذي عمل بالصحافة في مصر والكويت، رؤيته في هذا المجال عبر كتابه “النشر الإلكتروني.. الإنترنت وحفظ التراث العربي” الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في 157 صفحة من القطع الصغير.
صاحب المؤلَف، الحائز على جائزة مسابقة الكويت الدولية لأبحاث الوقف المعنية بالبحث العلمي، يستهل كتابه بالحديث عن دور الكتاب الورقي في نشر وحفظ التراث الثقافي العربي والإسلامي على مدى قرون، قبل أن ينتقل للحديث عن النشر الرقمي ووسائله والرؤى المستقبلية لتطوره.
ويعقد المخزنجي مقارنة بين النشر التقليدي والرقمي من عدة جوانب، معددا مزايا الأخير مثل سرعة إيصال المعلومات، توفير المساحات التخزينية التي تشغلها المصادر التقليدية بأشكالها المطبوعة، سهولة التحديث والبحث والتعديل بسبب الطبيعة المرنة والديناميكية للوثائق الإلكترونية.
كما يشير إلى عوامل بصرية أخرى تجعله أكثر جذبا، منها جودة تصميم المواقع وسهولة الاستخدام، لكنه في الوقت ذاته لا يغفل المشكلات المرتبطة بهذا النوع من النشر، ومنها قضايا حقوق النشر وحماية الملكية الفكرية.
النصوص التراثية رقميا
عن احتمالية قضاء النشر الإلكتروني على التقليدي، يقول المخزنجي “الكتاب الورقي يظل السجل الأساس في نشر المعرفة وحفظ التراث بأنواعه المختلفة، كما أن المكتبات التقليدية هي المخزون أو الوعاء الذي يستمد النشر الإلكتروني منه مادته العلمية والمعلوماتية، سواء كان ذلك متمثلا في الأصل الورقي أو في الخزانة الوثائقية المتمثلة في المكتبات العامة”.
ويوضح المؤلف أن النشر الإلكتروني “لم يأت ليُنظر إليه باعتباره منافسا قويا للنشر التقليدي.. ولكنه جاء كأسلوب تقني لخدمة هذا التراث ونشره والمساعدة على معرفته”.
وأكد أن الاعتماد على الكتب والوثائق ونحوها يظل هو “الوسيلة المهمة في مجال (جمع) وحفظ ونشر التراث العربي والإسلامي، والتعريف بهما والتراث الإنساني في مجموعه بشكل عام”.
ويتوقف المخزنجي قليلا عند ضوابط ومناهج تحقيق النصوص التراثية قبل تحويلها إلى مادة صالحة للنشر الإلكتروني، مستعرضا نقطتين أساسيتين هما: تحقيق النص من جهة التثبت من مصادره، تحقيق النص في ذاته.
ويستطرد قائلا “ينبغي ألا نغفل في هذا السياق الإشارة إلى بعض الأمور المكملة لتحقيق النص، والتي تهدف إلى إزالة غبار القرون عنه وتجليته وتوضيح ملامحه وإبراز معالمه”.
كما يتطرق إلى الشروط المأمول توفرها في المحقق، ومنها “أن يكون من أصحاب الضمير العلمي المتحرك، وأن يكون عالما بموضوع النص الذي يحققه عارفا بالأساليب المتبعة في معالجة ذلك الموضوع، والأسلوب الغالب على العصر الذي ينتمي إليه ذلك النص، من ناحية صياغة الجملة، والمفردات الشائعة والأخطاء الغالبة”.
اقرأ ايضاً