آلات قاتلة بلا تدخل البشر.. أسئلة الأخلاق والمسؤولية في حروب الروبوتات المستقبلية
تاريخ النشر: 23 مايو 2023 | الساعة: 10:46 صباحًا
القسم: المشاهدات: 351 مشاهدة
تقف البشرية على حافة عصر جديد من الحروب، حيث يمكن أن تتخذ آلات فتاكة مؤتمتة بالكامل وتفتقد لأي تعاطف أو مشاعر إنسانية، قرارات القتل أوتوماتيكيا، بشكل مستقل عن البشر، ولا يبدو أن هناك حظرا شاملا قريبا على استخدام تلك الأسلحة.
بفضل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، تتسارع وتيرة الأسلحة التي يمكنها تحديد العدو بشكل ذاتي ومستقل ثم تتخذ قرارا ميدانيا -قد يتضمن قتل البشر- دون وجود ضابط يوجه الهجوم أو جندي يسحب الزناد.
ومن المتوقع أن تصبح تلك الآلات بمرور الوقت أساس الحروب والعمليات العسكرية الجديدة، ويُطلق عليها اسم أنظمة الأسلحة المميتة الذاتية/ المستقلة، لكن مناهضيها يسمونها “الروبوتات القاتلة”.
واستثمرت العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة والهند وإيران وكوريا الجنوبية وروسيا وتركيا، بشكل كبير في تطوير مثل هذه الأسلحة في السنوات الأخيرة.
مخاطر حرب عالمية ثالثة
يقول توبي والش، خبير الذكاء الاصطناعي في جامعة “نيو ساوث ويلز” في سيدني بأستراليا، إنه قلق من إمكانية أن تؤدي الأسلحة الذاتية/ المستقلة إلى إطلاق سلسلة من الأحداث والخطوات التصاعدية التي لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
ويقارن الوضع بعالم البورصة والسوق المالية، حيث يتم إغلاق التداول لفترة عندما تنشأ فوضى، باستخدام آلية المكابح أو “قواطع التيار”، لكن بالنسبة لمخاطر التصعيد الناجم عن استخدام آلات مستقلة ذاتية في الحرب “لا يمكننا فعل ذلك، للتراجع عن بدء الحرب العالمية الثالثة”، كما قال.
ولا يعني ذلك أن يتوقف الباحثون عن تطوير التكنولوجيا الخاصة بأنظمة الأسلحة الآلية، بحسب والش، الذي يشير إلى أن هذه التكنولوجيا قد تجلب فوائد في مجالات أخرى.
وعلى سبيل المثال، تستخدم خوارزميات أنظمة سلامة السيارات التي تتجنب التصادم مع المشاة نفس “الخوارزميات التي تعمل بها الطائرة المسيرة الذاتية/المستقلة التي تحدد المقاتلين وتتعقبهم”، ويرى والش أنه من الخطأ التام أن نحرم العالم من فرصة تقليل حوادث الطرق، على حد تعبيره.
عند التهديد باستخدام الأسلحة الكيميائية، تتصدر الأخبار عناوين الصفحات الأولى وتثير استياء عالميا واسعا. وتحظر اتفاقية الأمم المتحدة للأسلحة الكيميائية تطويرها وإنتاجها وتخزينها واستخدامها. وقد أدى ذلك -بالإضافة قواعد التحريم الدولي حول الأسلحة الكيميائية- إلى وقف شركات الأسلحة الكبرى مشاريع إنتاجها المستقبلية.
اقرأ ايضاً